رياضة

أشبال الأطلس.. قلوب من ذهب في سماء تشيلي!

ضربة قلم

في أمسية كروية مدهشة على أرض رانكاغوا التشيلية، كتب المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة فصلاً جديداً من ملحمة الشغف والإصرار، بعد أن أطاح بكوريا الجنوبية بنتيجة 2-1، ليحجز مقعداً مستحقاً في ربع نهائي كأس العالم للشبان، ويؤكد أن روح الأسود لا تعرف الصغر.

منذ اللحظات الأولى، بدا واضحاً أن أبناء المدرب محمد وهبي لم يسافروا إلى تشيلي من أجل المشاركة الرمزية، بل من أجل صناعة التاريخ. انطلقت المباراة على وقع ضغط مغربي كثيف أربك الدفاع الكوري، قبل أن يثمر هذا الضغط هدفاً مبكراً، حين حول المدافع الكوري شين مين ها الكرة بالخطأ إلى شباكه، وكأنه قرر من حيث لا يدري أن يمنح الأفضلية لأشبال الأطلس في الدقيقة الثامنة.

الهدف لم يكن سوى الشرارة التي أشعلت حماس المغاربة، إذ ظهر الفريق بأداء منظم وذكي، يجمع بين السرعة والانضباط التكتيكي، في توليفة نادراً ما نراها في هذا المستوى العمري. الثنائي عثمان ماعما وياسين جاسيم كانا بمثابة جناحين من نار، يلهبان أطراف الملعب باندفاعهما، ويخلقان فرصاً بالجملة، لولا براعة الحارس الكوري التي أنقذت الموقف أكثر من مرة.

ومع بداية الشوط الثاني، كان لا بد أن يترجم هذا التفوق إلى هدف ثانٍ، فجاءت اللقطة الأجمل في المباراة بتوقيع ياسر زابيري، الذي ارتقى في الدقيقة 58 ليُسكن الكرة في الشباك بمقصية فنية لا تُنفذ إلا بثقة الكبار. المدرجات المغربية اشتعلت فرحاً، واللاعبون عانقوا بعضهم وكأن التأهل تحقق فعلاً، لكن وهبي ظل واقفاً على الخط يصرخ: “المباراة لم تنته بعد!”، وكأنه يعرف أن كرة القدم لا تعترف بالضمانات.

في الدقائق الأخيرة، حاول الكوريون العودة عبر هجمات مرتدة سريعة، قبل أن يحصلوا على ركلة جزاء بعد لمسة يد من إسماعيل بختي. نفذها كيم تاي وون بنجاح، ليُقلص الفارق ويُعيد التوتر إلى الأجواء. ومع ذلك، ظل الدفاع المغربي صامداً، يُقاتل بشراسة حتى صافرة النهاية، ليعلن الحكم رسمياً تأهل “الأسود الصغار” إلى ربع النهائي وسط تصفيق العالم.

هذا الفوز لم يكن عادياً؛ كان درساً في الروح والانتماء، في كيفية تحويل الحلم إلى إنجاز، وفي الإيمان بأن قميص الوطن ليس مجرد ألوان، بل وعدٌ بالقتال حتى آخر ثانية.

وبهذا الإنجاز، يضرب أشبال الأطلس موعداً مثيراً في دور الربع مع منتخب الولايات المتحدة الأمريكية، الذي تأهل هو الآخر بعد فوزه العريض على إيطاليا بثلاثية نظيفة، في لقاء أظهر فيه الأمريكيون قوة هجومية كبيرة. لكن المغاربة، الذين كسروا كل التوقعات، يدخلون هذا التحدي بمعنويات مرتفعة، وإيمان راسخ بأن المستحيل ليس مغربياً.

فهل سيواصل “أشبال الأطلس” كتابة الحكاية الجميلة ويعبرون إلى المربع الذهبي؟
الجواب قادم… ولكن المؤشرات تقول: الذهب ينتظرهم!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.