سياسة

إدريس لشكر: من “قائد للمقاومة” إلى صانع التحولات السياسية!

ضربة قلم

في عالم السياسة، حيث العواصف السياسية لا تنتهي وأحيانًا تتشابك مثل خيوط نسيج متشابك، يبدو أن إدريس لشكر قد قرر أخيرًا أن يكون “رائدًا” في مسار غير مألوف. فلقد قرر الرجل، بعد سنوات من التمسك بـ”المبادئ الاشتراكية” وترديد “كلنا مع فلسطين”، أن يتخلى عن هذا العهد العتيق ويضع يده في يد “أصدقاء آخرين” بعيدًا عن قضية فلسطين.

ولم يكن ذلك فحسب، بل قام بشيء أكثر “عبقرية”؛ فقد خلع عن الحزب قناع المقاومة والممانعة، وقرر أن يلبس قناع “الاعتدال والتوازن”، مبتعدًا عن المواقف الجريئة، التي طالما ميزت الاتحاد الاشتراكي في دفاعه عن الحقوق الفلسطينية. وهكذا، وبينما كان الحزب يحتفل بمواقف تاريخية لا تتزعزع، بدأنا نرى إدريس، في تصريحه الأخير، وهو يحمل حركة حماس مسؤولية التصعيد في غزة.

لكن الغريب أن هذا الموقف “الجديد” لم يلقَ الترحيب الذي كان ربما يتوقعه لشكر، بل استنكره حتى البعض الذين اعتقدوا أنه لا يمكن لأحد أن يبيع القضية الفلسطينية، كما يبيع الوعود الانتخابية! فها هو محمد خليفة، الكاتب المحلي في ابن جرير، يخرج من الحزب وهو يحمل هم القضية، بل ويضيف بكل مرارة أنه كان قد “جمد” نشاطه منذ مدة، ولكن الآن أصبح من المستحيل البقاء في حزب فقد بوصلته الأخلاقية.

أما في زاكورة، فقد انضم رضوان الشركاوي إلى القائمة، مسجلًا استقالته بسبب ما أسماه بـ”الانحراف الخطير عن المبادئ التي تربينا عليها داخل الحزب”. ومرة أخرى، وكأن “الرواية الصهيونية” قد أصبحت الوجهة الرسمية لحزب كان يومًا ما ملاذًا للمقاومة. وفي خطوة تعكس التصدع الداخلي العميق، أعلن الشركاوي، الكاتب المحلي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجماعة تاكونيت وعضو الكتابة الإقليمية بزاكورة، استقالته من الحزب بسبب التصريحات الأخيرة التي أدلى بها لشكر، والتي حمل فيها حركة حماس مسؤولية الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة. هذه الاستقالة، هي بمثابة جرس إنذار للحزب الذي بدأ يشهد انهيارًا في قاعدته الداخلية.

إذا كانت النية من تصريحات لشكر هي التقرب من “أصدقاء جدد” في مكان آخر، يبدو أن الحسابات لم تكن دقيقة كما كان يتمنى، فالحزب بدأ يشهد شرخًا لا يمكن تجاهله. في النهاية، ليس غريبًا أن تجد بعض الأعضاء يعيدون النظر في موقفهم من قيادة الحزب، بل وقد يتساءلون: “هل حقًا يمكن للاتحاد الاشتراكي أن يكون مرآة للمقاومة؟ أم أصبح مجرد مرآة، تعكس صورة أخرى؟”

لكن لا تقلقوا، فقد أطلق إدريس لشكر “مشروعه السياسي” الجديد، وهو ببساطة أن يتماشى مع كل “التحولات التاريخية”، بينما تظل القيم الفلسطينية على ما يبدو قضية ثانوية في “سجل الأعمال”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.