احذروا وحذّروا: منصات التواصل الاجتماعي تعج بالنصابين، فلا تكونوا الضحية التالية!

ضربة قلم
منشور بسيط أو تعليق عابر على فيسبوك، صورة إنستاغرام لطبق فطور، أو حتى لايف على تيك توك… كلُّها مدخلان سهلان للنصابين. مشهد واحد: رسالة تُخبرك «مبروك فزت بجائزة! بقا فقط ترسل لينا 100 درهم لتأكيد الرابح»، وهنا تبدأ المسرحية. في السطور التالية أشرح لكم تفاصيل الحيل، علامات الإنذار، أمثلة رسائل واقعية، وما يجب فعله فوراً لو تعرّضت أو تعرفت على ضحية.
كيف يعمل النصّاب بالضبط؟ (ببساطة وبقليل من الحنكة)
-
مسابقة تافهة — جائزة وهمية
ينشر المحتال مسابقة بسيطة (لا قواعد واضحة، متابعة + تعليق يكفي). ثم يتصل أو يراسل الفائز ادعاءً بأنه «محظوظ» ويطلب مبلغا صغيرا «لتسليم الجائزة» أو «لتغطية رسوم المعالجة». المبلغ الصغير يخدع الضحية أكثر من طلب مبلغ كبير. -
تحويل المحادثة إلى واتساب/تلغرام — غرفة العزلة
ينتقل الاتصال من منصة عامة إلى غرف دردشة خاصة (WhatsApp) لأن هناك يستطيع أن يرسل روابط أو أرقام بنكية ويضغط نفسياً على الضحية من دون رقابة عامة. -
طلب رقم الحساب/رمز التحقق — الهدف الحقيقي
ستجدهم يطلبون رقم الحساب، رمز التحقق (OTP)، أو حتى يطلبون منك «تجربة تطبيق تحويل» ليأخذون صلاحيات أو يسرقون المبلغ. أحياناً يطلبون تسجيل صوتي أو صورة لبطاقة النعريف الوطنية لإتمام «التحقق». -
انتحال صفة الخير
خلق الثقة: المحتالون يستخدمون أسماء منظمات خيرية معروفة، أو شخصيات عامة لها سمعة طيبة، لإيهام الضحية بأنهم جهة موثوقة. إغراء بالتبرع أو الهبة: يدعون أنهم يوزعون مساعدات مالية أو عينية على المحتاجين، وغالبًا يقدمون تفاصيل مغرية أو يزعمون أن المبلغ كبير. الانقضاض على الحساب: بمجرد أن تصدق الضحية، يطلبون معلومات حساسة مثل رقم البطاقة البنكية، رمز OTP، أو أي بيانات أخرى تمكنهم من سحب الأموال مباشرة أو سرقة الهوية المالية. - عروض عمل وهمية أو استدراج للعمل الحر
يطلبون حسابك البنكي «لإرسال أول أجرة» لكن في الواقع يستعملون رقم الحساب لعمليات سرقة بياناتك. -
روابط تصيُّد وملفات خبيثة
يرسلون رابط تحميل يركّب برمجية تسرق كلمات المرور أو تسيطر على الهاتف. أو يطلبون منك إدخال بياناتك على صفحة مزيفة تشبه موقع البنك.
علامات حمراء لا تغفلوا عنها (Red Flags)
-
يطلبون مبلغاً صغيراً كشرط «لتفعيل» الجائزة.
-
يطلبون رمز التحقق (OTP) أو كلمة السر المؤقتة.
-
يضغطون عليك أحيانا بالوقت: «خلال 10 دقائق» أو «أن العرض محدود».
-
حسابات منطقية لكن جديدة جداً أو بدون متابعين حقيقيين.
-
رسائل موجهة بصيغة عامة جداً: «عزيزي الفائز» دون ذكر اسمك الحقيقي.
-
صفحات مزيفة تشبه المواقع الرسمية لكن عنوان URL غريب أو خطأ إملائي بسيط.
-
يطلبون منك إرسال صورة للبطاقة البنكية أو للهوية عبر دردشة خاصة.
-
مطالبات بتحويل الأموال إلى حسابات أشخاص لا علاقة لهم بمؤسسات رسمية.
أمثلة واقعية لرسائل الاحتيال (حتى تعرف كيف تتعامل)
رسالة 1 — مسابقة وهمية
«تهانينا! لقد فزت بجائزة قيمة من صفحتنا. أرسل لنا 50 درهم كمصاريف شحن على هذا الرقم/حساب حتى نرسل لك الكوبون.»
رسالة 2 — تبرعات باسم محسن
«أنا ممثل عن جمعية الرحمة، نود مساعدتك في تحويل 10000 درهم لفائدتك. أرسل رقم حسابك لإرسال المبلغ الآن» (في الواقع يريدون رقم حسابك لا لإرسال بل لسحب/تسجيل).
رسالة 3 — توظيف وهمي
«مرحبًا، نحن نقدم عرض عمل بدخل ممتاز. نحتاج رقم حسابك لإرسال تجربة الراتب وصورة البطاقة للتوثيق.»
إذا وصلتك أي رسالة مشابهة، أجب ببرودة: لا للرد بالبيانات، لا للنقر على الروابط، واطلب التحقق من مصدر الرسالة عبر قنوات رسمية.
ماذا تفعل فورًا إذا طُلب منك رقم حسابك أو OTP؟
-
لا تعطي أي بيانات: لا رقم حساب، لا رمز OTP، لا صور للبطاقة، لا كلمة السر.
-
انسخ المحادثة كاملة (لقطات شاشة) واحتفظ بها كدليل.
-
اتصل بوكالتك البنكية فوراً: أخبرهم بأن رقمك أو بطاقتك قد تعرضت لمحاولة احتيال. اطلب تجميد العمليات أو مراقبة أي تحويلات مشبوهة.
-
غيّر كلمات المرور لحساباتك البنكية والحسابات المرتبطة بالبريد الإلكتروني.
-
قدِّم شكاية لدى الشرطة: اذهب إلى مركز الدرك الملكي أو الأمن الوطني وقدّم «شكاية» مع إرفاق لقطات الشاشة وأي أدلة.
-
أخطر مزود الهاتف إذا اشتبهت في سرقة رقم الهاتف عبر تقنية تحويل الشريحة (SIM swap) واطلب قفل الشريحة أو إجراءات حماية إضافية.
-
ابحث عن توقّعات مالية: راجع كشف الحساب البنكي فوراً. اطبع السجلات واحتفظ بها.
-
أبلغ منصة التواصل: استخدم زر الإبلاغ لدى فيسبوك/إنستاغرام/واتساب لإغلاق الحساب المزيّف.
إجراءات وقائية ذكية (قائمة فحص تحميك الآن)
-
فعّل التحقق ثنائي العامل (2FA) عبر تطبيق وليس عبر SMS إن أمكن.
-
لا تحفظ معلومات البطاقات أو أرقام الحسابات على منصات الرسائل.
-
لا تقبل تحويل الأموال للغرباء، ولا تستخدم حسابك البنكي في عمليات تجارية مع أشخاص غير موثوقين.
-
حدّث نظام التشغيل وتطبيقاتك دائماً، التحديثات تسد ثغرات أمنية.
-
راجع صلاحيات التطبيقات: بعض التطبيقات تطلب أذونات مبالغ فيها (قراءة الرسائل، الوصول إلى جهات الاتصال). امنع ذلك.
-
ضع حدوداً لنشرك للمعلومات الشخصية (تاريخ الميلاد، رقم البطاقة، عنوان المنزل)، فمعلومات بسيطة تستخدم لبناء ثقة زائفة.
-
استعمل كلمة مرور قوية ومختلفة لكل خدمة. استخدم مدير كلمات مرور إن استطعت.
-
كن حذراً من العروض «الكبيرة» على صفحات جديدة أو من حسابات شخصية تنتحل شركات معروفة، تحقق أولاً من الموقع الرسمي.
نصائح نفسية: كيف تقاوم الضغط الاجتماعي والنفسي الذي يمارسه المحتالون
-
المحتال سيحاول إثارة عاطفتك أو الخوف أو الطمع. قِف للحظة، تنفّس، واسأل نفسك: هل هذا العرض منطقي؟ هل هناك سبب حقيقي لأن يختاروني أنا بالذات؟
-
اطلب وقتاً للتفكير: «سأتحقق وأعود إليكم»، ثم تواصل مع صديق/أخ أو مع أحد أفراد العائلة قبل إتخاذ أي قرار مالي.
-
لا تثق فقط في «شهادة» أو رسالة صوتية أو صورة هوية، يمكن تزويرها بسهولة.
خاتمة
النتّ مفتوح، والناس طيبون لكن أيضاً هناك من يستغل طيبتهم بمهارات عالية في الكذب. إن وقعتم ضحية فلا تلوموا أنفسكم بشدة، بل افعلوا المطلوب بسرعة: اتصلوا بالبنك، قدّموا شكاية، واحكوا القصة بصوتٍ عالٍ لتحذّروا آخرين.
وإذا وصلتكم رسالة تقول: «مبروك فزت بجائزة، أرسلنا 50 درهم فقط»، تذكّروا: الجائزة الحقيقية هي أن تختاروا عدم إرسال أي درهم، لأن في عالم المحتالين، الدرهم الصغير بسيط، لكن خسارتكم قيمة.




