الإنسان الإيجابي والسلبي: من يضيء الغرفة ومن يطفئ المصباح؟
ضربة قلم
في كل بيت، حومة، وإدارة، هناك نوعان من الناس: ذاك الذي تدخل فيحضنك الضوء دون أن يلمسك، وذاك الذي، ما إن يفتح فمه، تشعر وكأن المصباح قد احترق فجأة والجو صار معتماً… ليس بسبب انقطاع الكهرباء، بل بسبب انقطاع الروح.
الإيجابي: كائن يعمل ببطارية مشحونة بالقهوة والحماس
الإنسان الإيجابي لا يعني أنه غبي أو يعيش في عالم وردي من صنع ديزني. لا، الإيجابي هو ذاك الشخص الذي يرى الكأس نصفه ممتلئ، لكنه لا ينسى أن يغسل الكأس ويملأه للآخرين أيضاً.
- تراه يبتسم، لا لأنه بلا مشاكل، بل لأنه اختار ألا يجعل مشاكله تبتلع ابتسامته.
- إن تأخرت الحافلة؟ “ماشي مشكل، نسمع بودكاست”.
- إن رسب في امتحان؟ “فرصة نراجع أحسن”.
- إن طُلّق؟ “فرصة نعرف راسي ونبدأ حياة جديدة!” (وقد يرقص حتى في جلسة المحكمة).
السلبي: حامل شهادة دكتوراه في “الدراما العاطفية“
السلبي إنسان يعيش داخل سحابة رمادية، لكن المشكلة أنه يجرّها معه حيثما حلّ. لا يرضى، لا يشكر، لا يتحمل… وعنده قدرة خارقة على تحويل أي جلسة لطيفة إلى فيلم سوداوي.
- الجو جميل؟ “آه، ولكن غير اليوم، غداً الشتا غادي تبهدلنا”.
- ربحت خمسين درهم؟ “غير باش نخسرها فشي غرامة ولا صداع”.
- تزوج؟ “آه ولكن كنت باغي وحدة من نوع آخر”.
السلبي لا يرى الضوء في آخر النفق، بل يرى النفق نفسه كنهاية مظلمة للكون.
الإيجابي والسلبي في المجتمع
الفرق بين الاثنين ليس فقط في الكلام، بل في الأثر.
- الإيجابي يبني، يقترح، يبادر، حتى وإن تعثر.
- السلبي يهدم، ينتقد، ويتقن فن إلقاء اللوم على الآخرين: الجو، الكرة، وحتى القمر إن اقتضى الحال.
وما أكثر من نراهم في المكاتب، المقاهي، وحتى في وسائل التواصل الاجتماعي، يوزعون “الطاقة السلبية” مجاناً!
هل نولد إيجابيين أو سلبيين؟
الحقيقة؟ لا أحد يولد سلبيًا أو إيجابيًا. الفرق يكمن في الاختيار. أن تكون إيجابيًا لا يعني أن حياتك سهلة، بل أنك قررت أن تكون أقوى من الظروف، وأن تسير بشمعة في يدك، حتى لو كانت العاصفة تحاول إطفاءها.
كلمة أخيرة
في النهاية، العالم لا يحتاج مزيدًا من الضجيج أو التذمر، بل يحتاج أناسا يعرفون أن الابتسامة صدقة، وأن التفاؤل ليس جهلاً بل مقاومة.
فاسأل نفسك اليوم، بكل صدق:
هل أنا من يضيء الغرفة، أم من يطفئ المصباح؟
