البيض والدجاج في الدار البيضاء: قصة الأسعار المتقلبة والخيبات المستمرة!

ضربة قلم
في أحدث تطورات سوق المواد الغذائية في الدار البيضاء، أصبح البيض حديث الساعة، بعد أن شهد انخفاضًا كبيرًا في سعره، مما يطرح العديد من الأسئلة حول أسباب هذا التغيير المفاجئ وتداعياته على السوق المحلي. وفقًا لتصريح مهني مطلع، تم إخراج كميات من البيض من مخزون المستودعات وعرضها عبر باعة متجولين، بسعر يقل عن السابق بكثير، حيث أصبح السعر يقتصر على درهم و30 سنتيم للبيضة الواحدة، بعدما كان السعر في حدود 1.70 درهم.
لكن، ورغم هذا الانخفاض المفاجئ في الأسعار، يبقى سعر البيض لدى باعة الدجاج داخل المحلات ثابتًا عند 1.50 درهم، مما يشير إلى أن سوق البيض ما زال يشهد تباينًا كبيرًا بين الأسعار المعروضة، سواء على مستوى الباعة المتجولين أو المحلات التجارية. ومع ذلك، قد يبدو أن هذا التخفيض المفاجئ في الأسعار هو بمثابة “عرض مؤقت” أو مجرد مناورة لتخليص المخزون القديم من البيض، الذي قد يسبب أضرارًا للمحلات والبائعين في حال استمر الاحتفاظ به لفترات طويلة.
تذبذب الأسعار: لعبة البيض والدجاج
الحديث عن انخفاض أثمان البيض يثير فضول المستهلكين في الدار البيضاء والمناطق المجاورة، الذين يعانون منذ فترة من ارتفاع الأسعار، في وقت كانت فيه أسعار المواد الغذائية الأخرى، مثل الدجاج، في منحى تصاعدي غير مسبوق. حيث ما يزال سعر الدجاج مرتفعًا بشكل غير طبيعي، حيث يتراوح سعر الكيلو من 21 درهمًا فما فوق، مما يجعل الكثير من الأسر في الدار البيضاء تشعر بالقلق، إذ تضطر للبحث عن بدائل أكثر اقتصادية، مثل اللجوء إلى الأطعمة النباتية التي تزداد شعبيتها في الآونة الأخيرة.
الارتفاع المستمر في أسعار الدجاج يبدو وكأنه مؤامرة من جانب المنتجين، الذين يواصلون زيادة الأسعار بالرغم من تذبذب الطلب في السوق. يُذكر أن الدواجن كانت من أكثر اللحوم استهلاكًا في المغرب، لكن مع الارتفاع المتواصل للأسعار، أصبحت في متناول شريحة محدودة من المواطنين، مما دفع البعض إلى تجنب شراء الدجاج بشكل نهائي، والتحول إلى خيارات أرخص مثل البيض.
هل هو مجرد تلاعب بالسوق؟
التساؤلات حول التلاعب في سوق البيض والدجاج تبدو مشروعة، إذ يعزو البعض التذبذب الكبير في الأسعار إلى سياسات تخزين وبيع تفتقر إلى الشفافية. ربما يكون انخفاض سعر البيض في الأسواق يعكس حالة من الضغط الكبير على المخزون، بينما يبقى السعر المرتفع للدجاج انعكاسًا لسياسة مهنية غير مرنة، تساهم في تحفيز زيادات غير مبررة في الأسعار. وبينما يتغنى المنتجون بأن هذه الأسعار تعكس تزايد التكلفة، يشير مراقبون إلى أنه قد يكون هناك نوع من التواطؤ بين بعض التجار والموردين من أجل السيطرة على السوق ورفع الأسعار تدريجيًا، رغم تراجع الطلب.
تداعيات هذا التذبذب على المستهلكين
المستهلكون في الدار البيضاء يعانون بشكل متزايد من هذا الوضع المربك. فبينما يُسجل انخفاض في أسعار البيض، إلا أن ارتفاع أسعار الدجاج يفرض تحديًا إضافيًا على الأسر التي أصبحت مجبرة على تعديل ميزانياتها الغذائية بشكل مستمر. ارتفاع أسعار اللحوم في المغرب يعكس بشكل جلي الوضع الاقتصادي الصعب، الذي يعيشه المواطن المغربي في ظل الغلاء المستمر للعديد من السلع الأساسية.
في النهاية، يظهر أن سوق البيض والدجاج في الدار البيضاء يشهد حالة من التذبذب والتفاوت في الأسعار، مما يزيد من تعقيد حياة المستهلكين في المدينة. في حين أن بعض التغييرات قد تكون مؤقتة، إلا أن التأثيرات على الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع ستظل مستمرة، ما لم يتم اتخاذ إجراءات جادة لمعالجة هذه الظاهرة.