
ضربة قلم
في مشهد يبدو وكأنه مقتبس من مسرحية سياسية ساخرة، أُعفي مديرون إقليميون تابعون لوزارة التربية والتعليم، ليُفسَح المجال أمام نخبٍ جديدةٍ… أو لنقل “كفاءات حزبية” نزلت بالبراشوت. الوزير المعني، الذي لم يكن ليحلم بمقعده لولا صديقه وشريكه رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، سارع إلى تعيين المنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار مديرًا إقليميًا بعمالة الناظور.
هنا، لم يستطع أحد المراقبين إلا أن يعلّق بعبارةٍ تليق بالمقام: “تثبيت الحمام في العش قبل المغادرة التي لا ريب فيها!” وكأننا أمام فريق إداري لا يؤمن إلا بنظرية “لا تترك المكان دون تأمين الورثة!”.
المثير للسخرية أن العملية لا تحتاج حتى إلى تبرير أو تمويه، فالدولة تُدار بأسلوب “التعاقد طويل الأمد بين الأصدقاء”، حيث توزع المناصب كما توزع الولائم، وكلٌّ يأخذ نصيبه قبل انطفاء الشمعة الأخيرة لهذا العهد.
وهكذا، يتحوّل التعليم – الذي من المفترض أن يكون بعيدًا عن الحسابات الحزبية – إلى ورقة في بورصة الولاءات، بينما يُترك التلاميذ والأساتذة يكافحون في واقع متردٍّ، ليس لهم فيه إلا الصبر على القدر أو البحث عن “منسق حزبي” قريب يفتح لهم أبواب الترقية!