الخياري يعبث بكرامة المكفوفين والرابطة ترد بقوة!

ضربة قلم
تُعتبر السخرية حقًا مشروعًا لأي صحفي أو فنان أو حتى سياسي، لكن عندما تتحول هذه السخرية إلى أداة تمس بحياة الناس وكرامتهم، فإن ذلك يعكس غياب النضج والتهور والتحامل، وهو أمر يعاقب عليه القانون
في القانون المغربي، تُعتبر السخرية حقًا مشروعًا لأي صحفي أو فنان أو سياسي. ومع ذلك، عندما تتحول هذه السخرية إلى أداة للمساس بحياة الناس وكرامتهم، فإن ذلك يُعد تصرفًا غير ناضج ومتهور ومتحامل، ويُعاقب عليه القانون. ففي قانون الصحافة والنشر المغربي، يُجرَّم القذف والتشهير، حيث تنص المادة 47 على معاقبة القذف الموجه للأفراد بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وبغرامة تتراوح بين 10,000 و50,000 درهم، أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط.
وفي هذا السياق، أثارت تصريحات محمد الخياري استياء الرابطة المغربية للمكفوفين وضعاف البصر بمراكش، التي أصدرت بيانًا استنكاريًا. وإيمانًا منا بحرية الرأي والتعبير، ننشر نص البيان فيما يلي:
“على إثر التصريحات المسيئة وغير المسؤولة التي تفوه بها المدعو محمد الخياري، خلال ظهوره على منصة “بديل” يوم السبت 08 مارس 2025، والتي انطوت على أوصاف مشينة وكلام غير لائق يمس بكرامة الأشخاص في وضعية إعاقة، فإن الرابطة المغربية للمكفوفين وضعاف البصر بمراكش تعبر عن غضبها العارم ورفضها المطلق لهذه الخرجة الإعلامية التي تنم عن جهل وقلة احترام لفئة تعاني يومياً من التهميش والصعوبات الحياتية.
إننا لا نقبل بأي حال من الأحوال أن يتحول الإعلام أو المنصات العامة إلى منصات لنشر السخرية من الفئات المستضعفة أو التهكم على معاناتها. إن تصريحات الخياري لم تكن مجرد زلة لسان، بل كانت تعبيراً فاضحاً عن فكر متجذر في احتقار ذوي الإعاقة، وهو أمر لا يمكن السكوت عنه أو التهاون فيه.
كيف لفنان من المفترض أن يكون صوتاً للناس أن يتجاهل الأزمات الحقيقية التي تعصف بالمجتمع؟ بدل أن يكون معبّراً عن هموم المواطنين، اختار السخرية من فئة تعاني بصمت من قلة الفرص والتهميش وانعدام الدعم. هذه السلوكيات ليست فقط مخزية، بل تكشف أيضاً عن هشاشة أخلاقية لا تليق بمن يسمون أنفسهم فنانين.
إننا نطالب محمد الخياري بالاعتذار العلني والفوري عن هذه التصريحات المشينة، وندعو جميع المؤسسات الإعلامية إلى تحمل مسؤوليتها في محاسبة الأصوات التي تستغل المنابر العامة لنشر الجهل والتنمر…
نحن في الرابطة المغربية للمكفوفين وضعاف البصر بمراكش لن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه المهزلة، ونحتفظ بحقنا في اتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الإساءات مستقبلاً.”
عن الرابطة المغربية للمكفوفين وضعاف البصر بمراكش