رياضة

الرئيس الذي باع ثم اشترى… نفسه!

ضربة قلم

في حكايات الكرة العجيبة، هناك رؤساء فرق يصنعون التاريخ، وهناك آخرون يصنعون… النكت! وصاحبنا ينتمي للفئة الثانية، لكنه لا يكتفي بإضحاكنا، بل يتقن فن “الشوبينغ” الكروي بطريقة لو علم بها التجار الكبار، لمنحوه وسام “داهية الأسواق”!

آه، إنه رئيس من طينة نادرة، رئيس لا يأتي الزمان بمثله إلا كلما قررت الكرة أن تضحك على أهلها! تخيلوا معنا رجلًا يتقمص دور السياسي المحنك، لكنه في الحقيقة لا يجيد حتى توزيع الوعود كما يوزع البقال الحلوى على الصغار. يعد بإصلاح ملعب، ثم يختفي وكأن الملعب نفسه قد ابتلعه!

هذا الرئيس لم يكتفِ بممارسة “فن البيع والشراء” في اللاعبين، بل تفنن في بيع الأوهام، حتى أن فريقًا في قرية ما قد يكون لا يزال يبحث عن ذلك “المشروع الضائع” الذي وعد به. ولأن الوعود عنده مثل عقود الزواج العرفي، بلا توثيق ولا ضمانات، فقد “تفتف” على اللاعب بمال قليل، وعلى مكتب فريقه السابق بوابل من الوعود التي تتبخر مثل ندى الصباح على زجاج نافذة مكتب مهجور.

الأمر لم ينتهِ، تخيلوا معنا، نفس الرئيس يبيع نفس اللاعب بمبلغ خيالي، فتنتعش خزينته الشخصية، وتتبخر معها أحلام الجماهير التي تظن أن الفريق سيتحول إلى نسخة مغربية من مانشستر سيتي. لكن بدل ذلك، يختفي الرئيس عن الأنظار، ثم… “بقدرة قادر” يعود ليترأس الفريق الذي ابتلع اللاعب بالملايين!

يا لها من خطة! الرجل باع السلعة، قبض الثمن، ثم عاد ليجلس على كرسي المشتري، كأنه لم يكن قبل لحظات هو البائع! هذا ليس مجرد “تدوير للمناصب”، هذا “تدوير للربح” بأسلوب لا ينافسه إلا تجار التحف المزيفة في الأسواق القديمة.

وبينما الجماهير لا تزال تحاول فهم كيف تمكن الرجل من بيع وشراء نفس الحكاية، فإن صاحبنا يجلس بكل ثقة، يراقب المشهد مبتسمًا، وكأنه يقول في سره: “لقد هزمتم في مباراة لم تدركوا أنها قد بدأت!”

مثل هذا السلوك ينم عن عبقرية في التحايل لا ينافسها سوى أساليب النصابين المحترفين في الأسواق الشعبية. فبدل أن يضع الرجل حجر الأساس لمشروعه العظيم، وضع حجر النسيان على كل ما تفوه به.

نقول هذا ونتنبأ للمعني بالأمر بنهاية مأساوية… ولكن بطابع كوميدي!

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.