مجتمعاقتصاد

الشبابيك الأوتوماتيكية: عندما تتحول “ماكينات الفلوس” إلى “ديكور حضاري”!

ضربة قلم

ها نحن نعيش في زمن التكنولوجيا المالية، حيث يمكنك أن تفتح حسابًا بنكيًا وأنت ترتدي بيجامتك، وتُرسل الأموال عبر تطبيق الهاتف وأنت تحتسي قهوتك… لكن عندما تحاول سحب أموالك (نعم، أموالك!) من الشباك الأوتوماتيكي، تجد نفسك أمام آلة باردة، جافة، تضعك أمام حقيقة مؤلمة: “السيولة غير متوفرة، المرجو المحاولة لاحقًا”!

عزيزي المواطن، هل كنت تعتقد أنك تملك أموالك؟ هاها، يا لك من طيب!

في الساعات القليلة الماضية، اكتشف المغاربة أن أرصدتهم البنكية ليست سوى أرقام على شاشة، أقرب إلى لعبة إلكترونية منها إلى أموال حقيقية. تتصفح تطبيق البنك في هاتفك فتجد آلاف الدراهم، لكن عندما تذهب إلى الشباك الأوتوماتيكي لسحب ورقة نقدية واحدة، يتحول الجهاز إلى قطعة أثرية، أو ربما إلى نافذة تذكرك بأنه “عليك بالصبر والانتظار، فقد تكون هناك سيولة غدًا… أو ربما بعد العيد!”

الموعد السنوي مع “حجّ الشبابيك الأوتوماتيكية

كأنها طقس ديني سنوي، يصطف المواطنون أمام الشبابيك الأوتوماتيكية في نهاية كل شهر، وفي الأعياد، وفي العطل، وكلهم أمل أن يحصلوا على بعضٍ من “كنزهم المفقود”. تتنقل بين الأجهزة وكأنك في “رالي الشبابيك الفارغة”، تبدأ من بنكك المعتاد، ثم تذهب إلى بنك آخر، وبعدها تحاول حظك في سوبرماركت كبير، فمحطة وقود، ثم تعود إلى بيتك لتقنع نفسك أن الحياة ليست كلها نقود… لكن كيف ستشتري “شهيوات العيد”؟ الله أعلم!

“الفلوس كاينة، غير ماشي عندك”

البنوك تُطمئن المواطنين أن هناك سيولة كافية، لكنها تُفضل أن تبقى في خزائنها بدل أن تخرج لعامة الشعب. فمن يدري؟ ربما لو سحب المواطنون كل أموالهم، ستختفي الأبناك نفسها! أو ربما هناك مؤامرة كونية للحفاظ على التوازن المالي الكوني… أو ببساطة، ربما البنك ينتظر “إرسال المال من المركز” وكأننا في قبيلة نائية في العصر الحجري!

8 آلاف شباك، ولكن…

نعم، المغرب يملك أكثر من 8 آلاف شباك أوتوماتيكي، لكن كم منها يشتغل بالفعل؟ وكم منها يملك سيولة كافية؟ وكم منها لا يعاني من أعطاب تقنية؟ ربما علينا أن نضع لافتة على كل جهاز تحدد “معدل اشتغاله الفعلي”، أو أن نخصص تطبيقًا خاصًا يُظهر للمواطنين “حالة الشبابيك في منطقتهم”، حتى لا يجدوا أنفسهم في رحلة “البحث عن درهم في صحراء بنكية قاحلة”.

الخلاصة: شبابيك للزينة، لا للسحب

في النهاية، يبدو أن الشبابيك الأوتوماتيكية لم تعد سوى “واجهة حضارية” أكثر منها وسيلة عملية. هي موجودة لتُظهر للعالم أن النظام البنكي متطور، لكنها لا تضمن للمواطن سحب ماله في الوقت الذي يحتاجه.

عزيزي المواطن، إذا كنت تريد سحب أموالك في آخر الشهر أو قبل العيد، فكر جيدًا… هل تحتاجها حقًا؟ أم يمكنك تأجيل حياتك قليلاً حتى يقرر البنك أن يعطيك بعضًا منها؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.