الشرق الأوسط على حافة النار: مهلة الست ساعات… فرصة أخيرة أم صمت ما قبل العاصفة؟

بقلم: محمد كزاوي
مقدمة
تشهد منطقة الشرق الأوسط توتراً متصاعداً بعد الهجمات الإيرانية على قواعد أمريكية في قطر والعراق، وسط ردود فعل دولية متباينة، وإعلان مهلة جديدة من البيت الأبيض تهدف إلى وقف فوري لإطلاق النار. تأتي هذه المهلة، التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتمتد لست ساعات، كفرصة أخيرة لتفادي تصعيد محتمل. وفي هذا السياق الحرج، يبرز الدور الدبلوماسي للمغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، في تفعيل قنوات الحوار وتعزيز فرص التهدئة.
1. الرد الإيراني: رسالة صاروخية محسوبة
في 23 يونيو 2025، شنت إيران هجمات صاروخية محدودة على قواعد أمريكية في قطر والعراق، ووصفتها بأنها رد “دفاعي محكم” على ما اعتبرته استفزازات أمريكية (وزارة الدفاع الإيرانية، 23 يونيو 2025).
وأكد الجيش الأمريكي عدم تسجيل أي خسائر بشرية، ما يشير إلى أن الهجوم كان محدود النطاق وموجهاً بالأساس لإيصال رسالة تحذير دون الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة (CENTCOM، 24 يونيو 2025).
2. مهلة الست ساعات: اختبار للنوايا
أعلن الرئيس ترامب عن مهلة مدتها ست ساعات لوقف إطلاق النار، اعتباراً من 24 يونيو 2025، ملوّحاً بتصعيد عسكري فوري في حال عدم الالتزام بها (البيت الأبيض، 24 يونيو 2025).
وتُعد هذه المهلة مفصلية في مسار الأزمة، إذ يتجنب الطرفان حتى الآن الدخول في مواجهة شاملة رغم التوترات المتصاعدة. وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن المهلة تشكل “نافذة أمل” للعودة إلى طاولة التفاوض.
3. المغرب: دبلوماسية هادئة في زمن العاصفة
يواصل المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، جهوده الهادفة إلى احتواء التوتر ودعم المسار السلمي. فقد أعلن وزير الشؤون الخارجية المغربي عن التزام المملكة بدعم الحوار والتهدئة (وزارة الخارجية المغربية، 2025).
وكشفت مصادر دبلوماسية أن الرباط تجري اتصالات مكثفة مع مختلف الأطراف، في محاولة لتحويل مهلة الست ساعات إلى هدنة دائمة ( 24يونيو 2025 ومع).
4. ردود فعل دولية: دعم حذر للتهدئة
-
روسيا: رحبت بالمهلة، داعية إلى تمديدها وتكثيف الحوار (وزارة الخارجية الروسية، يونيو 2025).
-
الصين: أكدت ضرورة اغتنام الفرصة لتثبيت وقف إطلاق النار عبر المسارات الدبلوماسية (وزارة الخارجية الصينية، يونيو 2025).
-
دول الخليج: أبدت دعمها الكامل لوقف التصعيد وضمان استقرار المنطقة (مجلس التعاون الخليجي، 2025).
-
الأمم المتحدة: دعت إلى احترام المهلة وتحويلها إلى التزام دائم بوقف إطلاق النار (بيان الأمم المتحدة، 24 يونيو 2025).
5. ارتدادات فورية على الأسواق
أدى إعلان المهلة إلى قفزة مفاجئة في أسعار النفط، التي بلغت 85 دولاراً للبرميل، قبل أن تعاود الاستقرار مع ظهور مؤشرات على التهدئة (وكالة الطاقة الدولية، يونيو 2025).
أما الأسواق المالية، فقد شهدت تقلبات حادة، حيث تراجعت مؤشرات الأسهم الخليجية والعالمية بنسبة تراوحت بين 2% و4%، بينما لجأ المستثمرون إلى الذهب والسندات كملاذ آمن (Bloomberg، 24 يونيو 2025).
6. إشارات هدوء في ساحات ملتهبة
-
غزة: تهدئة نسبية بوساطة قطرية ومصرية (UNRWA، يونيو 2025).
-
سوريا: حالة استقرار هش رغم التعقيدات السياسية والعسكرية (SOHR، يونيو 2025).
-
لبنان: أزمات متشابكة، مع تدخلات دولية حثيثة لتفادي الانهيار (ICRC، يونيو 2025).
7. السيناريوهات المحتملة: بين الحرب والسلام
-
تمديد المهلة وتحويلها إلى هدنة دائمة بفضل الوساطات.
-
تصعيد محدود مع عواقب اقتصادية وأمنية موضعية.
-
اندلاع حرب شاملة تُغرق المنطقة والعالم في دوامة فوضى.
8. أسئلة مفتوحة تنتظر الأجوبة
-
هل تتحول مهلة الست ساعات إلى مدخل حقيقي لسلام طويل الأمد؟
-
ما مدى قدرة الدبلوماسية المغربية على تثبيت التهدئة؟
-
كيف ستتعامل القوى الكبرى مع هذا المنعطف الحرج؟
-
ما التأثيرات الاقتصادية العالمية في حال فشل المهلة؟
-
هل تستطيع تقنيات الذكاء الاصطناعي والرقابة الحديثة تقليل المخاطر العسكرية؟
خاتمة
في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، تُمثل مهلة الست ساعات لحظة مفصلية بين الحرب والسلام. وبينما تتأرجح المنطقة فوق خط النار، يبقى الأمل معقوداً على المبادرات الدبلوماسية، وعلى رأسها التحرك المغربي بقيادة جلالة الملك محمد السادس، لتحويل هذه الفرصة المؤقتة إلى أرضية صلبة للاستقرار. فالصبر السياسي والحوار المتوازن قد يكونان السلاح الأقوى لتجنيب المنطقة كلفة حرب جديدة لا يربح فيها أحد.