رياضة

الفرصة الثانية… أو حين يقرّر صغار أسود الأطلس ردّ الدين للكبار!

ضربة قلم

يبدو أن القدر يحبّ كتابة السيناريوهات الطويلة على الطريقة المكسيكية… فقط ليعيد عرضها بنسخة جديدة، هذه المرة بوجوه أصغر سناً وقلوب أكبر حماساً.
فبعد أن أدهش أسود الأطلس العالم في مونديال قطر 2022، وتوقف حلمهم في نصف النهائي أمام فرنسا ومعها حكم اللقاء (الذي بدا أحياناً وكأنه يرتدي قميصاً نصفه أزرق ونصفه صفّارة!)، قرّر التاريخ أن يمنحنا الفرصة الثانية، ولكن بأبطال جدد.

ها هم صغار الأسود، أبناء جيل لا يعرف من كأس العالم سوى لقطات اليوتيوب، يكررون الإنجاز ذاته في نسخة الشباب. فبعد أن أطاحوا بالمنتخب الأمريكي بثلاثة أهداف مقابل هدف، ضربوا موعداً جديداً مع فرنسا… وكأن الكرة الأرضية كلها التفت حول نصف دائرة لتقول: “هيا، ردّوا الدين!”

الفرنسيون طبعاً سيدخلون المباراة وهم يحملون ذلك الشعور القديم بالثقة الزائدة، وكأن التاريخ يعيد نفسه. لكنهم نسوا شيئاً بسيطاً: التاريخ لا يعيد نفسه إلا إذا نسي أحدهم الدرس الأول ، والمغاربة لا ينسون!

في المقاهي المغربية ستُغلق الأحاديث الجانبية، وسيتحوّل المقهى إلى مركز عمليات وطني، فيه المحللون والفلاسفة والخبراء في “لو كان المدرب لعب بجناحين” و”لو دخل إلياس فالدقيقة 70!”.
أما الجدّ في الركن، فسيكتفي بجملته المعتادة: “هادو ولادنا، وما غاديش يخيبونا!”

ليلة الأربعاء إذن ليست مجرد مباراة نصف نهائي، إنها امتحان مفتوح في الوطنية على طريقة الفيفا. فإما أن نكتب التاريخ من جديد، أو على الأقل نوقّع على ملحقه بخط أكثر جرأة.

وإن فاز الصغار -وهو أمر محتمل جداً، لأن المغربي حين يضع قلبه في قدمه لا يُهزم- فستكون الرسالة واضحة:

“لقد علّمنا الكبار كيف نحلم، والآن جاء دورنا لنجعل الحلم عادة.”


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.