دفاتر قضائية

القاصر التي هزّت عرش “الڤيرناج”: هاتف ضائع يغلق ملهى ليلي بمراكش!

ضربة قلم

آه يا مراكش، مدينة البهجة والحمراء التي لا تعرف النوم، لكن يبدو أن النوم قرر أن يزور أحد الملاهي الليلية هذه المرة… قسراً وعلى يد قاصر!

في قصة أقرب إلى مشهد محذوف من مسلسل تركي رديء الإخراج، تحولت سهرة بريئة (أو هذا ما تدّعيه) لفتاة قاصر إلى حفلة مفاجآت غير مدرجة في برنامج السهرة، بعدما فقدت هاتفها النقال داخل ملهى ليلي شهير بحي ليڤيرناج، وكأننا في زمن “من فقد هاتفه فقد حياته”.

الفتاة، التي لا نعلم كيف وصلت إلى ملهى يُفترض أنه للكبار الراشدين ذوي اللحى والتصريحات القانونية، لم تستسغ أن يُعامل طلبها بإيجاد هاتفها مثل طلب زيادة نعناع في كأس الشاي. فبدل أن تتلقى اعتذارًا وبعض المساعدة، وجدت أمامها جدار التجاهل، وكأنها تطلب من نادل الملهى أن يعثر لها على المعنى الحقيقي للحياة.

ولكن مهلاً… هنا تبدأ القصة الحقيقية! الفتاة لم تلجأ إلى “خالتها” ولا إلى منشور فيسبوكي طويل ممل، بل فعلت ما لم يتوقعه أحد: اتصلت بالشرطة. آهٍ من هذا الجيل الجديد الذي لا يكتفي بأن يرقص، بل يأتي برجال الأمن إلى حلبة الرقص.

الشرطة حضرت بسرعة تحسدها عليها بعض سيارات الإسعاف، وفتحت تحقيقاً دقيقاً، ليس فقط في مسألة الهاتف الضائع، بل في المسألة الأكبر: “ماذا تفعل قاصر هنا؟” وهنا كانت الصدمة. صدمة بحجم فاتورة مشروبات ليلة كاملة في ملهى راقٍ. فالفتاة فعلاً قاصر، وليست فقط قاصرة في شحن هاتفها.

ومن هنا، تحول الهاتف المفقود إلى سلاح دمار شامل، وبدأت الأسئلة تتساقط كالمطر على رأس مسير الملهى: من سمح؟ من أذن؟ من أغلق عينيه؟ من فتح الخزنة؟ ومن وضع هذه الموسيقى الرديئة؟

لتنتهي السهرة ليس بالأغاني ولا بصيحات “Encore!” بل بقرار حازم: إغلاق الملهى على الفور! لأن القانون في المغرب، رغم كل شيء، لا يحب المزاح عندما يتعلق الأمر بالقاصرين وسط الكحول والموسيقى والضوء الأحمر.

لكن لم تنته القصة هنا، فقد تم سحب الملفات، وتمحيص الرخص، وفتشوا في الأوراق أكثر مما يفتشون في الحقائب بالمطارات، ليتبين أن الرخص الاقتصادية للملهى تشبه طلاسم قديمة أو دفتر تلميذ يبرر غيابه، مليئة بالغموض واللبس، وربما بعض الأخطاء الإملائية.

وهكذا يا سادة، سقط ملهى ليلي في قلب مراكش ليس بفعل مداهمة أمنية ضخمة أو بسبب تقرير استقصائي، بل بسبب فتاة قاصر… وهاتف ضائع. إنه المغرب، حيث التفاصيل الصغيرة تصنع نهاية الليلة الكبيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.