مجتمع

اللصوص يرفعون السقف: سرقة الهواتف أصبحت انتقائية

ضربة قلم

في السنوات الأخيرة، شهدت المدن المغربية، خاصة الكبرى منها، تطورًا ملحوظًا في أساليب سرقة الهواتف المحمولة. لم يعد الأمر يقتصر على النشل العشوائي أو الخطف السريع، بل أصبح اللصوص يختارون ضحاياهم بدقة، مستهدفين الأشخاص الذين يظهرون علامات الثراء، مثل ارتداء ملابس الموضة أو قيادة سيارات فاخرة.

يعتمد هؤلاء اللصوص على مراقبة دقيقة للضحايا المحتملين، مستغلين اللحظات التي يكون فيها الشخص مشغولًا أو غير منتبه، مثل استخدام الهاتف أثناء المشي أو الانتظار في الأماكن العامة. ويفضلون الهواتف ذات العلامات التجارية المعروفة، نظرًا لقيمتها السوقية وسهولة تصريفها في الأسواق السوداء.

تشير تقارير إعلامية إلى أن بعض الهواتف المسروقة في أوروبا، خاصة إسبانيا، يتم تهريبها إلى المغرب لإعادة بيعها، مما يعكس وجود شبكات تهريب منظمة تستفيد من ضعف الرقابة على الحدود والأسواق المحلية.

من جهة أخرى، أظهرت دراسة أن نسبة كبيرة من المغاربة لا يستخدمون وسائل حماية فعالة لهواتفهم، مثل برامج مكافحة الفيروسات أو أنظمة القفل الآمنة، مما يسهل على اللصوص الوصول إلى البيانات الشخصية وبيعها أو استخدامها في أنشطة غير قانونية.

لمواجهة هذه الظاهرة، قامت السلطات الأمنية بعدة حملات لتفكيك الشبكات المتخصصة في سرقة وبيع الهواتف المحمولة، وأسفرت بعض العمليات عن توقيف عدد من المتورطين واسترجاع مئات الأجهزة المسروقة.

ومع ذلك، يبقى الوعي المجتمعي والتعاون بين المواطنين والسلطات أمرًا حاسمًا للحد من هذه الجرائم، من خلال اتخاذ الاحتياطات اللازمة، مثل تجنب استخدام الهاتف في الأماكن العامة المزدحمة، وتفعيل أنظمة الحماية، والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.