المتقاعدون المغاربة في رمضان: صيام عن الحقوق قبل الطعام!

ضربة قلم
رمضان شهر الرحمة والتآزر، لكنه بالنسبة لآلاف المتقاعدين المغاربة، قد يكون أيضًا شهر المعاناة والتقشف القسري. فكيف يقضي هؤلاء الذين أفنوا حياتهم في خدمة الوطن أيامهم الرمضانية، في ظل معاشات هزيلة لا تكفي حتى لسد الحاجيات الأساسية؟
- إفطار بسيط في زمن الغلاء
عندما ترتفع أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني، يصبح من الصعب على المتقاعدين تدبير مائدة الإفطار. عوض التمتع بوجبات متنوعة، يضطر الكثيرون للاكتفاء بالأساسيات: خبز، شاي، تمر، وربما حساء “الحريرة” بميزانية محسوبة بالدرهم الواحد. أما الفاكهة، اللحوم، أو الحلويات الرمضانية المكلفة، فهي رفاهية بعيدة المنال عند أصحاب المعاشات المتواضعة.
- المساجد ملاذ للروح… وربما للجسد أيضًا!
بالنسبة للكثير من المتقاعدين، تكتسب المساجد في رمضان دورًا أكبر من مجرد أماكن للعبادة. إنها فضاء للقاء الأصدقاء، للهروب من الوحدة..
- العائلة بين التضامن والتجاهل
رغم أن بعض الأسر المغربية لا تزال تحترم مكانة الآباء والأجداد، إلا أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة جعلت كثيرًا من الأبناء أنفسهم يكافحون لتلبية احتياجاتهم، مما جعل دعم الوالدين المتقاعدين تحديًا إضافيًا. في بعض الحالات، يجد المتقاعد نفسه مضطرًا للعيش تحت رحمة “التحويلات الشهرية” التي يرسلها الأبناء، إن وجدت.
- الصحة… أزمة تتفاقم في رمضان
مع تقدم العمر، تزداد حاجيات المتقاعدين للأدوية والرعاية الصحية، لكن ضعف التغطية الاجتماعية يجعل ذلك عبئًا حقيقيًا. البعض يضطر لتقليل جرعات الدواء خلال رمضان حتى يستمر العلاج لفترة أطول، بينما يختار آخرون التداوي بالصبر والدعاء، لأن أسعار الأدوية تنهكهم كما يفعل الجوع والعطش.
- الحنين إلى زمن أفضل… والمستقبل المجهول
في ليالي رمضان الطويلة، يجلس المتقاعدون لاستعادة ذكريات الماضي، حينما كان راتبهم شبه كافيًا، وحينما كانت الدولة تضمن لهم حقوقًا أكثر. لكنهم أيضًا يتساءلون عن مستقبلهم، وعن سبب معاناتهم في بلد يفترض أن يعترف بجميل من خدمه لسنوات طويلة.
ختامًا: هل من إنصاف لهذا الجيل؟
يظل رمضان امتحانًا قاسيًا للمتقاعدين المغاربة، اختبارًا للصبر أكثر من كونه شهرًا للراحة والتأمل. ورغم بعض المبادرات الخيرية، يبقى السؤال الكبير: متى تتحرك الدولة لإنصاف هؤلاء الذين أعطوا الوطن شبابهم، لكنهم وجدوا أنفسهم في الشيخوخة دون حماية أو تقدير؟