المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بسطات: نموذج للتفوق رغم التحديات

ضربة قلم
إن الإنجاز الذي حققته المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بسطات باحتلالها المرتبة الثانية على الصعيد الوطني كأفضل مؤسسة متخصصة في تكوين أطر التدبير والتسويق، ليس مجرد تصنيف عابر أو نتيجة لصدفة، بل هو ثمرة جهد جماعي مستمر ومثابرة دؤوبة من قبل الطاقم الإداري والبيداغوجي، تحت إشراف المدير الشاب رشيد أمليل. هذا المدير الشاب الذي يعد رمزًا للتغيير والتطوير داخل المؤسسة، استطاع أن يخلق بيئة عمل صحية ومثمرة تنعكس بشكل إيجابي على جميع مكونات المؤسسة سواء كانوا طلبة، أساتذة أو إداريين. فقد أظهرت القيادة الحكيمة والدؤوبة التي يقود بها رشيد أمليل أن التفوق لا يأتي فقط من تحسين المناهج التعليمية أو تجديد أساليب التدريس، بل أيضًا من الإدارة الفعالة التي تضع مصلحة الطالب في أولوياتها وتعمل على توفير كل الظروف التي تسهم في تنمية قدرات الطلبة.
من خلال استراتيجيات متكاملة ومبنية على إشراك الجميع في عملية اتخاذ القرار، نجح الرجل في بناء شبكة تواصل داخلي قوية بين جميع أطراف المؤسسة. فقد تبنى منهجية تشاركية تعكس الاهتمام بكل التفاصيل التي تخص سير العملية التعليمية والإدارية، مؤكدًا على أن نجاح المؤسسة يعتمد بالدرجة الأولى على رضا جميع الأطراف واهتمامهم بالوصول إلى الهدف المشترك.
لا يخفى على أحد أن أي مؤسسة تعليمية تواجه تحديات عديدة تتعلق بالتسيير الإداري، وأن التميز لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تخطيط دقيق ومتابعة مستمرة للأنشطة كافة. في هذا السياق، ساهم رشيد أمليل في وضع استراتيجية جديدة تكون بمثابة خارطة طريق للمستقبل، بحيث تعتمد على إشراك كل الهيئات داخل المؤسسة في بناء نموذج تعليمي مبتكر وملائم لاحتياجات السوق.
ورغم التحديات التي لا تزال تواجه المؤسسة، مثل الدعاوى القضائية التي تؤثر على سمعتها والإشكالات المالية المرتبطة بالديون غير المستخلصة، فإن المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بسطات تواصل مسيرتها بحنكة وتصميم. يتضح أن هذه المؤسسة، التي تتمتع بتاريخ طويل من الإنجازات، لا تزال تحتفظ بمكانتها الرائدة في مجال التعليم العالي في المغرب رغم الصعوبات التي تواجهها. فالإدارة لم تقتصر على مواجهة المشاكل وحلها فحسب، بل تميزت أيضًا بالقدرة على التكيف مع المتغيرات الاقتصادية والقانونية التي تمثل تهديدًا حقيقيًا لمستقبل المؤسسة. على الرغم من أن ديون المؤسسة قد تشكل عبئًا ثقيلًا، وأن هناك تهديدًا محتملاً بالحجز على حساباتها، فإن الإدارة تواصل سعيها نحو تجاوز هذه العقبات من خلال العمل المستمر على إيجاد حلول واقعية وفعالة تضمن استدامة المؤسسة وضمان استمرارية تطورها.
يعد اهتمام الإدارة بالتفاصيل الصغيرة والكبيرة من أسباب النجاح، إذ لا تقتصر الجهود على الجانب البيداغوجي فقط، بل تشمل جميع جوانب الحياة الجامعية. من خلال تحسين البنية التحتية، وتوفير بيئة تعليمية تتسم بالتفاعل والإبداع، والعمل على تطوير قدرات الأساتذة عبر برامج تدريبية موجهة، تسعى الإدارة إلى تقديم أفضل تجربة تعليمية ممكنة. كما أن التفاعل المستمر مع الطلبة وتلقي ملاحظاتهم أصبح جزءًا أساسيًا من أساليب التسيير داخل المؤسسة، مما يعزز من عملية التكيف مع احتياجاتهم وطموحاتهم.
إن وصول المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بسطات إلى هذا التصنيف الرفيع على المستوى الوطني ليس محض صدفة أو نتيجة لحظية، بل هو تأكيد على فعالية النظام التعليمي الذي تم اعتماده تحت إشراف مديرها الشاب الذي حمل معه رؤى جديدة ومناهج عمل متميزة. ورغم التحديات الجمة التي تواجهها، فإنها تظل قادرة على الصمود والمضي قدمًا في مسارها التعليمي المتميز، كما أن هذه التجربة تعد نموذجًا يعكس كيف يمكن للمؤسسات التعليمية أن تبني مكانتها الرائدة حتى في ظل الأزمات.
إذًا، تظل المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بسطات مثالًا حيًا على كيف يمكن للإدارة الحكيمة أن تحول التحديات إلى فرص، وكيف يمكن للجهود المستمرة والعمل الجماعي أن يصنعوا التفوق والتميّز.
Very good https://lc.cx/xjXBQT
Good https://lc.cx/xjXBQT