مجتمع

المغرب بين الضحك والبكا: بلاد كتعيش في غوغل مود

ضربة قلم

في المغرب، تعيش بجسدك في الحاضر، لكن روحك إما في زمن “كان الخير”، أو في “المستقبل اللي غادي يكون احسن”… بين هذا وذاك، تمر أيامنا كأنها مشهد متكرر من مسلسل ما بغاش يسالي. لا هو كوميدي تمامًا، ولا درامي تمامًا… شي حاجة وسط، بحال الطاجين اللي طاب نص نص.

تضحك؟ إييه، ولكن بلا سبب

ضحكنا جماعي، تلقائي، وغالبًا نابع من قلب الألم.
كتلقى المواطن كيضحك وهو كيتفرج في فيديو عن الانقطاع المتكرر للماء، ويقول:

“آش غانديرو، راه حتى الماء ولى كيصوم قبل رمضان!”

ولا كتلقى الآخر كيضحك على فيديو تعليم اللغة الإنجليزية في قسم بلا سبورة، بلا ضو، بلا طباشير، ويكتب:

“هادي بلاك بورد 5G، كتعلمك الصبر قبل النطق!”

حتى النكتة السياسية، اللي كانت ممنوعة زمان، اليوم كتخرج من قلب المواطن العادي، وهو يقول:

“السياسي عندنا ماشي ممثل، هو مخرج ديال حياتك!”

تبكي؟ إييه، ولكن بلا دموع

تبكي ملي تشوف شاب واقف نهار كامل وهو يعرض “نكافة” للكرا، وعينيه حالّين فالعالم… وهو مازال ما قدرش يشري نكافة لعرسه.
تبكي ملي تشوف تلميذة كتقرا بالشمعة، وتفوز بالباكالوريا، ثم كتغبر في زحمة البطالة.
تبكي ملي تسمع امرأة تقول:

“ماشي مشكل نخدم فالدار بـ 500 درهم فالشهر، المهم ما نرجعش لدارنا خاوية اليدين.”

المآسي ما بقاتش قصص تُروى، ولات صور تُمرر على المباشر.

مجتمع ديال “الميمات” والحقيقة المرة

المغاربة اليوم كيعبّرو بالميمات، كيتناقشو بفيديوهات تيك توك، وكيتفلسفو فالكومنتيرات.
هادا كيدير تحليل سياسي بـ “فلتر الكلب”، وهادي كتعطي دروس فالعلاقات الإنسانية وهي لابسة روب نينجا!
لكن وسط هاد الجنون، كاين وعي… وعي ساخر.
المغاربة فهمو أن السخرية هي آخر خط دفاع ضد الجنون الجماعي.

الحياة عندنا: ديال النية، ولكن بالزرواطة

كلشي كيبغي يخدم البلاد، ولكن كل واحد بطريقته:
– السياسي: “بغيت ندير إصلاحات، ولكن خصكم تصبروا!”
– المواطن: “واصبرنا حتى تقطع لينا النفس!”
– الجمعوي: “حنا خدامين للمصلحة العامة!” (وهو كيشري طوموبيل جديدة من الدعم!)

بلاد التناقضات اللذيذة

فالمغرب، كتلقى الزحام في المقاهي أكثر من الإدارات.
كتلقى اللي ما عندوش باش يشري الدوا، ولكن عندو أحدث هاتف وكيصور به ستوريات ديال العيطة.
كتلقى الحي عندو جامع وكشك ديال البيرة… والناس عايشين فانسجام تام.
كتلقى اللي كيتشكا من غلاء المعيشة، ولكن ملي تمشي للبحر، ما كتلقاش بلاصة تحط فيها رجليك.

الخلاصة؟

المجتمع المغربي بحال “كسكسو ديال الجمعة”:
خليط ديال كلشي، فيه الحار، الحلو، المر، وما كيعرف يتخلّط مزيان حتى يطيب فوق العافية مهيلة.

نضحكو بزاف، نبكيو فصمت، وكنكملو نهارنا بحال شي جنود ماشيين فمعركة بلا أسلحة… غير بالأمل، وبواحد الحاجة سميتها “القنط مع شوية تفاؤل”.
حنا فعلاً “شعب مضروب بشي حاجة”، ولكن عندنا قدرة عجيبة على اختراع المعنى وسط اللامعنى، وعلى البقاء واقفين، حتى فحصة ريح سياسية ولا اجتماعية.

وفي النهاية، اللي ما كيضحّكوش المغرب… راه ما فهموش.
واللي ما كيبكيش على حاله… راه استسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.