مجتمع

الناس صيام.. والعصبية في ازدياد!

ضربة قلم

شهر رمضان، شهر الرحمة والتسامح، لكنه أيضًا موسم ارتفاع التوترات والمشاحنات، خاصة في الأسواق. في المغرب، كما في العديد من الدول العربية، تتحول بعض الأسواق الشعبية إلى ساحات للملاكمة المفتوحة بين الصائمين، حيث تندلع المشاجرات لأتفه الأسباب: سعر الطماطم ارتفع بدرهم، أو بائع تأخر في إعطاء الباقي، أو زبون حاول أخذ دوره قبل غيره… والنتيجة؟ عراك بالأيدي، شتائم ملتهبة، و”مصارعات رمضانية” تصل أحيانًا إلى مخافر الشرطة!

من الصيام إلى الغليان!

المفارقة أن هذه الظاهرة تتكرر سنويًا، حتى أصبح من المألوف سماع أصوات الصراخ بين بائعي الخضر واللحوم، أو رؤية اشتباكات بين زبائن يتصارعون على آخر كيلوغرام من التمر غير المغلف والمعروض بسعر مخفض. ورغم أن الصيام يُفترض أن يزرع الصبر والسكينة، إلا أن بعض الصائمين يبدو وكأنهم يخوضون “حربًا نفسية” مع الجوع والعطش، تجعلهم على أهبة الاستعداد للانفجار في وجه أول شخص يعترض طريقهم!

الأسواق.. مسرح المواجهات الرمضانية

تزداد حدة هذه المشاجرات في الفترة التي تسبق أذان المغرب، حيث يدخل الجميع في سباق مع الزمن لإنهاء التسوق قبل موعد الإفطار. مع زحام الأسواق، وارتفاع درجات الحرارة، وتراجع مستويات الطاقة، يصبح الاحتكاك بين المتسوقين أمرًا لا مفر منه، وهنا تظهر “معارك العصافير الغاضبة” بين الزبائن والبائعين، حيث يصرخ أحدهم: “واش هاد الثمن معقول؟!” فيرد البائع: “إيلا ما عجبكش سير عند شي حد آخر!”، لتنطلق شرارة المواجهة!

أسباب الظاهرة: بين الضغط النفسي وثقافة النرفزة

  1. الجوع والعطش: التفسير الأول بسيط: انخفاض نسبة السكر في الدم يؤدي إلى انخفاض مستوى الصبر والتحمل!
  2. ضغط التحضيرات الرمضانية: كل أسرة تريد تأمين حاجيات الإفطار والسحور في وقت قياسي، مما يولد التوتر والاندفاع.
  3. الزحام الخانق: الأسواق تضيق بروادها، والكل يريد إنهاء التسوق سريعًا، فينتج عن ذلك احتكاكات غير ودية.
  4. العادة والتقليد: البعض يرى في هذه المشاحنات “طقسًا رمضانيًا” لا يكتمل الشهر بدونه!

كيف نتفادى “القتال الرمضاني”؟

  • التسوق في أوقات أقل ازدحامًا، مثل الصباح أو الزوال.
  • التحلي بروح الصيام الحقيقية، التي تقوم على ضبط النفس وليس إطلاق العنان للغضب.
  • التذكير بأن البائع مجرد وسيط، وليس سبب غلاء الأسعار.
  • تدريب النفس على الصبر والتسامح، لأن رمضان ليس فقط عن الامتناع عن الطعام، بل عن تحسين السلوك أيضًا.

خاتمة: “ما تطيحش فالفخ!”

رمضان شهر الروحانيات، وليس شهر العراك اليومي! فقبل أن تفكر في الدخول في مشاجرة بسبب درهم زائد أو مكان في الصف، تذكر أنك صائم، وأن الغاية من رمضان هي التهذيب، لا التشنج. فهل يستحق طبق “شباكية” أو كيلو “لوبيا” أن تفقد أعصابك وتدخل في معركة حامية الوطيس؟ الجواب عندك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.