دفاتر قضائية

الهروب الكبير في مراكش: من فرار غامض إلى اعتقال مثير

 ضربة قلم

شهدت مدينة مراكش واحدة من أكثر الحوادث الأمنية إثارة للجدل، بعد فرار أحد أخطر المطلوبين، الملقب بـ”الزائر”، من داخل مقر ولاية الأمن رغم كونه رهن الحراسة النظرية، مما أدى إلى استنفار واسع النطاق. القضية التي بدأت بعملية توقيف نوعية لهذا المجرم الخطر، سرعان ما تحولت إلى أزمة داخل الجهاز الأمني، خاصة مع فتح تحقيقات موسعة طالت عدة مسؤولين وعناصر أمنية لمعرفة كيف تمكن من الإفلات بهذه السهولة، وهل كان هناك تواطؤ محتمل أم مجرد ثغرة أمنية؟

على مدار أيام، تكثفت الجهود الأمنية لتعقبه، وشهدت مراكش مراقبة مشددة للمداخل والمخارج، مع تحريات معمقة للكشف عن أي شبكة قد تكون ساعدته. وأخيراً، جاء الحسم اليوم الجمعة 7 مارس، حين تمكنت المصالح الأمنية، بتنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من تحديد مكان اختبائه في منطقة تامنصورت بضواحي المدينة.

لم يكن اعتقال “الزائر” سهلاً، إذ أبدى مقاومة عنيفة عند مداهمة مخبئه، مما اضطرت عناصر الأمن إلى استخدام مسدس الصعق الكهربائي للسيطرة عليه بعد محاولات فاشلة لإجباره على الامتثال. العملية لم تقتصر على توقيفه فقط، بل أسفرت أيضاً عن اعتقال شخص آخر كان برفقته، تبين لاحقاً أنه مطلوب للعدالة في قضايا تتعلق بالاتجار في المخدرات والمؤثرات العقلية.

حالياً، وُضع المشتبه فيهما تحت تدبير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة المختصة، حيث يجري التحقيق لتحديد كافة الأفعال الإجرامية المنسوبة إليهما، مع التركيز على ملابسات فرار “الزائر” من مقر الأمن، وما إذا كان هناك تواطؤ ساعده في ذلك. القضية باتت اختباراً حقيقياً لكفاءة المنظومة الأمنية، وقد تسفر التحقيقات عن إجراءات تأديبية ضد المسؤولين عن هذا الإخفاق الأمني غير المسبوق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.