الوطن ليس للبيع: كفى سرقة دماء وأحلام المغاربة!
م-ص
الوطن بريء، بريء من كل من يسكن قلبه الظلام، من كل من يحارب في دواخلنا حب الوطن، وكأن الوطنية جريمة، وكأن حب الأرض التي تحملنا منذ الصغر عبء على الضمائر المريضة. هؤلاء الذين ينهبون خيرات البلاد، يسيرون كظلال سوداء بين أروقة القرار، يسرقون العرق والكرامة، ويخفون وجوههم وراء أقنعة الابتسامات الغادرة.
الوطنية ليست الطربوش الأحمر ولا الجلباب الموقع على الأوراق، ليست شعارات تُردد في القاعات الفخمة، ولا كلمات تُلقى على المنابر لتزين صورًا باهتة. الوطنية هي الدم الذي يغلي في عروقنا حين نرى أرضنا تُنهب، هي العين التي لا تغفل عن ظلام الفساد، هي الصوت الذي يرفض الصمت أمام من يسحب منا المستقبل ببطء خفي.
الوطنية ليست تهريب أموال الشعب إلى الخارج، ليست حسابات ضخمة في بنوك بعيدة، ولا شركات وهمية تصنع الأكاذيب بينما المواطن يكابد الفقر. الوطنية هي أن نقف جميعًا، يداً بيد، لحماية الأرض والحق، لنزرع الحب في كل شارع، ولنحمي الأمل في كل قلب شاب وشابة يحلمون بمغرب عادل، حر، وشريف.
دعونا نحب وطننا كما نحب النفس التي نحيا بها، كما نحب ماء الأمطار الذي يسقي الحقول، كما نحب الشمس التي تشرق على قلوبنا كل صباح. دعونا نحميه من المفسدين، من الذين جعلوا من الوطنية مجرد شعار يتداولونه على الورق، من الذين يبيعون الحاضر والمستقبل مقابل مكاسب ضيقة.
الوطن يستحقنا بكل ما نملك من عزم وإرادة، يستحق أن نكون له صادقين في حبنا، لا مجرد متفرجين على المسرح الكبير للسرقات والخداع. لنرفع صوتنا، لننادي في الشوارع والأسواق والمدن والقرى: نحبك يا وطن، وسنحميك مهما حاول الظلام أن يبتلع نورك!
الوطن ليس للذين يبيعونه، الوطن لنا، لنا جميعًا، لمن يحب أن يعيش بكرامة، لمن يؤمن بأن الغد يجب أن يكون أفضل، لمن يعرف أن حب الوطن الحقيقي هو العمل، الصدق، والشجاعة في وجه كل من يريد أن يسرق حلمنا.
دعونا نحب وطننا… حبًا لا يزول، حبًا صادقًا، ثوريًا، يزرع الأمل في كل ركن، ويضيء الطريق لكل من يريد أن يرى المغرب حراً وشامخًا وعزيزًا.
