برشيد تغرق: حين تفضح الفيضانات ضعف البنية التحتية رغم التطور العمراني

ضربة قلم

رغم الطفرة العمرانية التي عرفتها مدينة برشيد خلال العقدين الأخيرين، إلا أن الفيضانات التي تضرب المدينة، تكشف عن واقع مرير يتمثل في ضعف البنية التحتية، وغياب شبكة تصريف مياه الأمطار بشكل فعال. فالأحياء الجديدة التي شهدت تشييد تجزئات الفيلات والمباني الحديثة والمنطقة الصناعية، لم تكن محصنة ضد السيول الجارفة، مما جعل المياه تتدفق إلى المنازل والمتاجر، وتحاصر السكان في مشهد كارثي.

أضرار جسيمة وخسائر متكررة

لم تكن الفيضانات التي تاتي خلال كل التساقطات المطرية مجرد تجمعات مائية عابرة، بل تتسبب في أضرار مادية كبيرة، حيث تغمر المياه العديد من المنازل، وتتلفت الأثاث والأجهزة الكهربائية، كما تؤدي إلى تعطيل حركة السير بعد أن تتحول الشوارع إلى برك مائية ضخمة. بعض السيارات جرفتها السيول، فيما يجد أصحاب المحلات التجارية أنفسهم أمام خسائر مالية، بعد أن تغمر المياه بضائعهم وأتلفتها بالكامل.

غضب السكان: “أين هي مشاريع البنية التحتية؟”

عبر سكان برشيد خلال كل مرة عن استيائهم العارم من تكرار هذه الكارثة مع كل تساقطات مطرية قوية، متسائلين عن سبب غياب استثمارات حقيقية في تطوير قنوات الصرف الصحي وشبكات تصريف مياه الأمطار. أحد المواطنين صرح يوما قائلاً: “نحن ندفع الضرائب مثل باقي المدن الكبرى، فلماذا لا نرى تحسناً في البنية التحتية؟ كيف يمكن لمدينة حديثة أن تغرق بهذه السهولة؟”.

وعود المسؤولين تتكرر.. وتأجيل الحلول

في المقابل، يكتفي المسؤولون المحليون بتقديم وعود لإيجاد حلول مستدامة، دون تحديد جدول زمني واضح لتنفيذ مشاريع البنية التحتية الضرورية. هذه ليست المرة الأولى التي تعاني فيها المدينة من الفيضانات، ومع ذلك، لا يزال غياب التخطيط الجيد والفساد الإداري يعرقلان أي إصلاح جذري لهذه المعضلة.

الحل بيد من؟

بات واضحاً أن مدينة برشيد بحاجة ماسة إلى تدخل فوري من السلطات العليا، لوضع حد لهذا الإهمال الذي يهدد سلامة السكان وممتلكاتهم. فإلى متى سيظل المواطن البرشيدي يدفع ثمن سوء تدبير البنية التحتية؟ وهل سنشهد تغييراً حقيقياً في المستقبل القريب، أم أن المدينة ستظل تغرق مع كل سقوط الامطار؟