بطولة الكرة أم بطولة التهليل؟ عندما يصبح التمجيد أهم من التتويج!

ضربة قلم
لم يُسدل الستار بعد، لكن المشهد واضح: فريق نهضة بركان يتويج ببطولة كرة القدم لموسم 2025/2024، رغم أن المنافسة لم تُحسم رسميًا بعد. قد يرى البعض أن الإنجاز جاء بجهد اللاعبين، وبحنكة الطاقم الفني، لكن لا بأس من إضافة لمسة من “الواقعية” إلى هذه الحكاية، خصوصًا في ظل المناخ الكروي الذي نعرفه جميعًا.
عندما يصبح التهليل والتمجيد رياضة وطنية!
ما إن بدأت ملامح البطل تتضح، حتى دخلت بعض المنابر الإعلامية في حالة “احتفال مبكر”، وكأنها كانت تترقب الفرصة لفتح خزائن المديح بلا حساب. عناوين تشيد بالإنجاز، محللون يتغنون بـ”العمل الكبير”، وصفحات رياضية تُحول البطولة إلى أسطورة لا مثيل لها!
والسؤال هنا: هل هذا الاحتفاء نابع من قناعة رياضية حقيقية، أم أن بعض “المايكروفونات” تجد في كل موسم بطلاً جديدًا تسبّح بحمده؟ لسنا ضد الاعتراف بالإنجازات، لكننا فقط نتساءل: هل كان هذا التمجيد سيصل إلى هذا المستوى لو فاز فريق آخر لا يحظى بنفس “الأجواء الدافئة”؟
بعض المنابر الإعلامية أتقنت فن التطبيل، فهي تدرك جيدًا أن مكافآت الولاء لا تأتي دائمًا على شكل أهداف مسجلة، بل أحيانًا عبر فرص مهنية سخية. لذلك، نراها تجيد العزف على أوتار الإشادة، حتى عندما يكون اللحن نشازًا، مُفضّلةً إرضاء أصحاب القرار على نقل صورة واقعية عن المشهد الكروي الذي لا يحتاج إلى الكثير من التحليل لفهم اختلالاته.
التحكيم: جزء من المشهد
لا يمكن الحديث عن كرة القدم دون التطرق إلى التحكيم، الذي يبدو أنه بات جزءًا من “التكتيك العام”. غرفة “الفار” التي يُفترض أن تكون ضمير اللعبة، أصبحت في بعض الأحيان أقرب إلى “حجرة الانتظار”، حيث القرارات تتخذ وفق “ظروف المباراة”!
لا نحتاج إلى نظريات المؤامرة، فالمشهد واضح: هناك فرق تلعب كل مباراة كمعركة مفتوحة، وأخرى تجد نفسها في بيئة أكثر أمانًا، حيث تُحتسب الأخطاء لها بكرم، وتُغض الطرف عنها بسخاء.
لعبة التوازنات
ليس الهدف هنا التقليل من قيمة أي فريق، ولكن فقط الإشارة إلى أن كرة القدم في المغرب ليست دائمًا ساحة نزيهة لمقارعة المهارات فقط. هناك معادلات خفية، موازين قوى، و”علاقات عامة” تصنع الفارق أحيانًا أكثر من الأداء فوق الميدان.
في النهاية، ستظل كرة القدم المغربية مسرحًا للفرجة والمتعة، لكننا نتمنى أن تكون الفرحة نابعة من منافسة حقيقية، لا من حسابات أخرى تجعل التهليل والتمجيد هما العنوان الأبرز كل موسم.
نهنئ فريق نهضة بركان على تحقيقه لقب البطولة، فهو اجتهد داخل الميدان وقدم موسماً مميزاً. ومع ذلك، يظل النقاش مفتوحًا حول مناخ التنافس في كرتنا الوطنية، حيث لم تعد الأقدام وحدها من يحسم النتائج، بل هناك عوامل أخرى لا تخفى على المتابعين.