بني ملال تهتز على وقع تفكيك شبكة إجرامية خطيرة… والصدمة تتسع

ضربة قلم
في مشهدٍ أمنيّ أعاد الطمأنينة إلى سكان بني ملال، وذكّرهم في الوقت ذاته بمدى توغّل الجريمة المنظمة في تفاصيل الحياة اليومية، تمكّنت المصالح الأمنية بالمدينة، اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2025، من تفكيك شبكة إجرامية خطيرة تنشط في مجالات متعددة، تمتد من الاحتجاز والاعتداء إلى ترويج المخدرات والاتجار في الممنوعات.
العملية التي وُصفت بـ”النوعية”، جرت بتنسيق محكم بين عناصر الشرطة القضائية والفرقة الوطنية، وأسفرت عن توقيف سبعة أشخاص من بينهم قاصر يبلغ من العمر 16 سنة، فيما تم حجز كميات من الكوكايين وسنابل الكيف، إلى جانب أسلحة بيضاء وهواتف نقالة ومبالغ مالية يُشتبه في كونها من عائدات غير قانونية.
وحسب مصادر مطلعة، فإن التحقيقات انطلقت عقب شكايات تتعلق بـاستدراج واحتجاز طالبتين، قبل أن تقود التحريات الميدانية إلى تحديد هوية المشتبه فيهم الرئيسيين ومداهمة أوكارهم بضواحي المدينة، خاصة بمناطق سيدي جابر، بني عياط، والبزازة.
وقد أظهرت المعطيات الأولية أن بعض أفراد الشبكة من ذوي السوابق القضائية، وأن نشاطهم لم يكن يقتصر على ترويج المخدرات فحسب، بل شمل أيضاً أعمال تهديد وابتزاز للضحايا. وتم وضع الموقوفين تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
العملية، التي خلفت ارتياحاً كبيراً لدى سكان المنطقة، أعادت النقاش حول ظاهرة الجريمة المتنقلة التي تتخذ من المدن المتوسطة كـبني ملال فضاءات لتوسيع نشاطها، خصوصاً مع تزايد حالات الاعتداءات، الاستدراج، والاستغلال القاصر في شبكات الجريمة.
مصدر أمني أكد أن التفكيك لم يكن نهاية المطاف، بل بداية تحقيق أوسع لتحديد باقي الامتدادات المحتملة لهذه الشبكة داخل وخارج الإقليم، مشيراً إلى أن المصالح الأمنية تواصل عملياتها لتجفيف منابع الجريمة وحماية الفئات الهشة من السقوط في براثنها.
وفي الوقت الذي تشيد فيه فعاليات مدنية بفعالية التدخل الأمني، تطالب جمعيات محلية بضرورة تعزيز المراقبة بالمؤسسات التعليمية وأحياء الهامش، معتبرة أن مقاومة الجريمة تبدأ من المدرسة، وأن الاستثمار في الوعي هو الحاجز الحقيقي ضد الانحراف.
هكذا، عاشت بني ملال يوماً حافلاً بالتحرك الأمني والقلق المجتمعي في آنٍ واحد.
فبين القبضة الحديدية للأمن، ونبض الشارع الذي يبحث عن الطمأنينة، يظل السؤال معلقاً:
هل ستبقى هذه الشبكات تتكاثر في الظل، أم أن ضوء العدالة سيكفي أخيراً لإطفاء ظلامها؟




