تدليك بنكهة أخرى: أحكام بالسجن النافذ

ضربة قلم
في كل بقاع العالم، يُعرف التدليك بأنه تلك التجربة الفاخرة التي تجعلك تسترخي وسط موسيقى هادئة، وزيوت عطرية تُنسيك هموم الحياة. أما في بعض الأركان المظلمة من أكادير ومراكش، فالأمر تجاوز حدود الاسترخاء ليصبح رياضة أولمبية يتنافس فيها زبائن متحمسون وعاملات محترفات على تحقيق مستويات غير مسبوقة من “الترويض البدني”!
بعد جولات ميدانية حافلة بالتدليك القانوني، قررت محكمة أكادير أن بعض المواطنات قد تجاوزن الحدود المقبولة لمجرد “إراحة الأعصاب”، وحوّلن هذا الفن الراقي إلى نشاط غير معتمد في قائمة العلاجات البديلة. النتيجة؟ عام ونصف العام من الحبس النافذ و20 ألف درهم كتعويض لجرم عظيم، ألا وهو تحويل “مركز الراحة” إلى “مركز النشاط البدني غير الموثق”!
لكن لحظة، يبدو أن المحكمة كانت رحيمة نوعًا ما مع 12 شخصًا آخرين من المتهمين، حيث اكتفت بمنحهم 6 أشهر موقوفة التنفيذ وكأنها تقول لهم: “لا بأس، نحن نعلم أنك كنت فقط تستفيد من عرض خاص”، بينما 9 آخرون حصلوا على شهرين فقط مع غرامة رمزية، ربما لعدم استفادتهم من الخدمة الممتازة كغيرهم!
تصوّر نفسك زبونًا جاء ليخفف توتره بعد يوم طويل، فإذا بك تجد نفسك مكبّلاً بالأصفاد وسط حفلة صاخبة من رجال الشرطة! هذا ما حدث لـ 33 شخصًا بينهم 22 شابة كانوا يمارسون “تمارين تمديد العضلات” وفق أوضاع لم تُعتمد بعد في رياضات اليوغا. بعض الشهود أكدوا أن الشرطة داهمت المكان بناءً على “حركات مشبوهة” تمت ملاحظتها من الجيران، بينما آخرون أصروا على أن الشكاوى جاءت من مراكز تدليك منافسة شعرت بالغيرة من نجاح المنافسين.
في النهاية، كان القرار صارمًا: إغلاق المركز وسحب الترخيص نهائيًا، ليُترك زبائنه في صدمة عاطفية وحركية. أما أصحاب المحلات المنافسة، فمن المحتمل أنهم يحتفلون الآن بإضافة زبائن جدد إلى قائمتهم، طبعًا بعد التأكد من أنهم لا يخططون لممارسات رياضية غير متفق عليها!
إذا كنت تفكر في افتتاح مركز للتدليك في المغرب، فتأكد أن عملك يقتصر على الزيوت المعطرة والشموع الهادئة، وإلا فإن الشرطة قد تعتبرك صاحب “صالون رياضي تفاعلي” له نشاطات خارج نطاق القانون!