رياضة

جامعة الكراطي تُنظم بطولة وتنسى الكرامة: لا تبريد، لا طعام، لا احترام!

ضربة قلم

في إطار تنفيذ برنامجها السنوي للموسم الرياضي 2024-2025، أصدرت الجامعة الملكية المغربية للكراطي وأساليب مشتركة بلاغًا رسميًا بتاريخ 23 أبريل 2025، أعلنت فيه عن تنظيم البطولة الوطنية تيباري قطر الشمال لفئتي الصغار والفتيان، ذكورًا وإناثًا، وذلك يوم الأحد 4 ماي 2025 بقاعة الانبعاث ابن ياسين بمدينة الرباط. وقد حدد البلاغ شروط المشاركة بدقة، حيث اشترط توفر الجمعيات على التراخيص القانونية وتجديد الانخراطات، واحترام التوقيت والزي الرياضي القانوني، إضافة إلى ضرورة الحضور في الساعة الثامنة صباحًا للتسجيل، في إطار ما يفترض أنه تنظيم محكم ومنضبط.

غير أن واقع الحال يوم التظاهرة لم يعكس ما جاء في البلاغ، إذ تفاجأ المشاركون والمرافقون بفوضى تنظيمية غير مسبوقة، بدأت منذ الصباح الباكر، حيث لم يُفتح سوى مدخل واحد للقاعة وفي توقيت متأخر تجاوز العاشرة صباحًا، ما تسبب في ازدحام شديد خارج البوابة وخلق حالة من التذمر والاستياء وسط الأطفال وأسرهم، الذين اضطروا للانتظار في ظروف غير إنسانية وتحت حرارة خانقة. وهو ما يُعد خرقًا صريحًا للتوقيت المعلن عنه في البلاغ الرسمي، ويطرح تساؤلات حول جدية الجهة المنظمة واستعدادها الفعلي لاستقبال هذا العدد الكبير من المشاركين.

أما داخل القاعة، فالأجواء لم تكن أفضل حالًا؛ فقد كانت قاعة ابن ياسين تفتقر إلى التهوية والتبريد الملائم، حيث كان نظام التكييف شبه معطل، وإن اشتغل، كان يصدر أصواتًا مزعجة أضافت مزيدًا من الضغط والتوتر على الأطفال المتبارين وعلى الجماهير الحاضرة. ومع تجاوز عدد المشاركين الألف، غدت القاعة مكتظة بشكل خانق، ما أثر سلبًا على سير المنافسات وأدى إلى تأخير كبير في الجدول الزمني، اضطر معه الحاضرون إلى البقاء في القاعة إلى غاية الساعة الحادية عشرة ليلًا، دون أن توفَّر لهم أبسط شروط الراحة أو الاستراحة.

وما زاد من تعقيد الوضع، هو غياب أي ترتيبات لتوفير وجبات غذاء للمشاركين، على الرغم من طول مدة التظاهرة وطبيعتها البدنية الشاقة، وهو أمر غير مقبول، خصوصًا وأن عددًا من المشاركين قدموا من مدن بعيدة جدًا كالناظور، وجدة، وتازة، وهو ما شكّل عبئًا إضافيًا على الأسر، التي لم تكن تتوقع أن تتكفل بكامل تفاصيل الإعاشة والتنقل في ظل غياب أي دعم أو مراعاة من المنظمين.

وقد عبّر عدد من أولياء الأمور والمدربين عن سخطهم من غياب وسائل النقل عند انتهاء البطولة، مما أجبر العديد من المشاركين على الانتظار لساعات طويلة أو البحث عن حلول فردية للعودة إلى مدنهم. كما اشتكى آخرون من ضعف مستوى التحكيم في بعض النزالات، وهو ما أثار الشكوك حول حيادية وموضوعية لجنة التحكيم، خاصة مع بعض القرارات المثيرة للجدل التي كانت سببًا في إقصاء غير مستحق لبعض المتبارين.

كل هذه العوامل مجتمعة، من ضعف التنظيم، وسوء استقبال المشاركين، وغياب ظروف الراحة والأمان، تجعل من الضروري إعادة النظر في طريقة تدبير مثل هذه التظاهرات الوطنية، التي يفترض أن تكون فرصة لصقل المواهب وتشجيع الطاقات الشابة، لا مناسبة للإجهاد والإهانة وسوء المعاملة. ومن هذا المنطلق، يطالب عدد من المشاركين، وأولياء الأمور، والأطر الرياضية، بإعادة تنظيم البطولة في منطقة الشمال أو الشرق، حيث تتوفر البنية التحتية الكافية، وتقل معاناة التنقل، مع ضرورة مراجعة أساليب التنظيم والتواصل، واحترام التزامات البلاغات الرسمية.

لقد كانت البطولة مناسبة رياضية مهمة، لكنها تحولت للأسف إلى تجربة مريرة للكثيرين، الأمر الذي يقتضي محاسبة المسؤولين عن هذا التقصير، وضمان عدم تكراره مستقبلاً حرصًا على صورة الجامعة وعلى مصلحة أطفالنا الذين يستحقون الأفضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.