جمهور الوداد يخشى مصير شباب المحمدية!

ضربة قلم
بعد أن تخلّى هشام أيت منة، وهو كما يعرف الجميع رئيس جماعة المحمدية، عن فريق شباب المحمدية، كنا نظن أنه نفض يده نهائيًا من مغامرات التسيير الرياضي، بعدما ترك وراءه تركة مثقلة بالوعود المؤجلة والطموحات المجروحة. غير أن الرجل، وكعادته، لا يبتعد كثيرًا عن الأضواء. بطريقة محسوبة وبخطوات يعرف وحده خرائطها، وجد لنفسه موطئ قدم داخل القلعة الحمراء، ليصير رئيسًا لنادٍ لا يحتاج لتعريف: الوداد البيضاوي.
ولأن الطموحات كانت أكبر من أن تُقاس بالحسابات المحلية، خُيِّل لبعض الوداديين أن الرجل سيحوّل الوداد إلى منتخب دولي مصغّر، بأسماء من كل القارات ومن كل المدارس الكروية. بل ذهب البعض إلى الحلم بنموذج شبيه بـ”مانشستر سيتي أفريقيا”. لكن الواقع، كما يرويه جمهور الوداد اليوم، بدا أكثر قسوة من الحلم، وأكثر تشويشًا من التوقعات.
الانتدابات التي أشرف عليها المكتب المسير الجديد توصف من طرف الجمهور والمحللين بأنها كانت أقرب إلى “كاستينغ مستعجل” منه إلى مشروع فني طويل النفس. اللاعبون الذين تم التعاقد معهم لم يتركوا الأثر المنتظر، والخط البياني للفريق بدأ في الانحدار بشكل مقلق. أما النتائج، فهي مرآة لا تكذب: “وداد الأمة”، الفريق الذي كان قبل أشهر ينافس على جميع الواجهات، بات اليوم مهددًا بأن يخرج من الموسم خالي الوفاض… “صفر على صفر”، كما يصفها جمهور غاضب لم يعد يطيق التبريرات ولا الوعود المؤجلة.
وهنا يبدأ الخوف… الخوف من تكرار السيناريو الذي عايشته جماهير شباب المحمدية: بداية مغرية، وعود براقة، ثم تفكك تدريجي للمشروع، وانزلاق نحو هوة يصعب الخروج منها. جمهور الوداد، الذي يرى ناديه اليوم يترنح في قلب البطولات، يتساءل: هل أخطأنا في منح الثقة؟ وهل فعلاً تسللت نفس “العقلية” التي أدارت المحمدية إلى أسوار بنجلون؟ وهل يدفع فريق عريق ثمن قرارات فردية مبنية على الحسابات الشخصية أكثر من المصلحة العامة؟
الأكيد أن السخط الجماهيري بلغ مستويات غير مسبوقة. عبارات الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، واللافتات الساخطة في المدرجات، والتصريحات غير الراضية من قدماء اللاعبين، كلها إشارات واضحة أن شيئًا ما لا يسير كما يجب.
وفي قلب هذه العاصفة، يقف أيت منة، رجل الأعمال والسياسة والرياضة، وكأن لسان حال الجمهور يقول: “الوداد ليست مختبر تجارب، ولا منصة جديدة لصناعة مجد شخصي”.
فهل يستفيق الرجل ويعيد النظر في المشروع برمته؟ أم أن الفريق سيدفع ثمن موسم كامل من “الاستعراض الإداري” بلا مضمون فني حقيقي؟