فن وثقافة

جون لينون… حين يقتلك “المعجب” لأنك صرت رمزًا

إعداد وتحرير: ضربة قلم

في مساء بارد من دجنبر عام 1980، كان جون لينون عائدًا إلى منزله في نيويورك، ممسكًا بيد زوجته يوكو أونو، بعد يوم طويل من التسجيل والهدوء النادر الذي لم يعرفه في حياته إلا نادرًا. لم يكن يعلم أن نهاية الرحلة ستكون على درج البناية.

اقترب منه شاب في الثلاثينات، يدعى مارك ديفيد تشابمان، وطلب توقيعًا على غلاف ألبوم “Double Fantasy”. ابتسم له جون، وقّع له بلطف، وتابع طريقه. لم يكن يعلم أن هذا التوقيع سيكون “الوصية الأخيرة”.

بعد ساعات قليلة، عاد لينون إلى نفس المكان… لكن “المعجب” لم يكن ينتظر توقيعًا آخر. كان ينتظر لحظة الموت.

خمس رصاصات اخترقت جسده. أربع منها استقرت في صدره، وواحدة استقرت في ذاكرة العالم.

سقط جون، والناس ركضوا، والشرطة جاءت… لكن “الأيقونة” التي غنّت للسلام والحب والمساواة، كانت قد دخلت في صمت أبدي.
مارك لم يهرب، لم ينتحر، لم ينهار… بل جلس على الرصيف وبدأ يقرأ رواية “الحارس في حقل الشوفان”، وكأن شيئًا لم يكن.

جون لم يكن مجرد مغني. كان قائدًا لثورة موسيقية، صوت جيل كامل، ومؤمنًا بأن العالم يمكن أن يصير أجمل بكلمات بسيطة:
“تخيّل عالمًا بلا حروب… بدون جشع، بدون جدران.”

لكن العالم لم يكن مستعدًا.
العالم الذي قتله، لم يتحمل من قال له: فكّر بطريقة مختلفة.

في جنازته، لم تكن هناك مراسم ضخمة، لأن لينون كان يكره التكلّف. فقط ملايين البشر بكوا في صمت.
وفي كل ذكرى لرحيله، تُشعل شموع، وتُعزف أغنية Imagine، كأنها صلاة على ضريح رجل أراد أن يحوّل الفن إلى أمل، لكن الرصاص انتصر على الغيتار.

لينون رحل، لكن موته كان رمزًا لحماقة البشر: حين لا يتحملون صوتًا أقوى من ضجيجهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.