مجتمعسياسة

جيل زد ضد العالم… الكبار!

ضربة قلم

أهلاً بكم في موسم “جيل زد ضد العالم الكبار”، حيث كل شيء يبدو وكأنّه فوضى كونية، لكن الحقيقة أن الفوضى هنا لها تذكرة VIP. جيل زد، هذا الجيل الذي خرج إلى الساحة مثل نيزك مجهول، بدأ يهز كراسي السلطة وكؤوس الشاي الساخن في مقاهي المحللين الذين اعتادوا على الراحة في غرفهم المكيّفة.

وطبعًا، كما هو معتاد، لم تكتمل الحلقة بدون اختلاق الأخبار. فقد أصبحنا نشاهد على شاشاتنا الصغيرة والكبيرة، في الصحف والمواقع، في التويتر والواتساب وحتى في أحلامنا، أخبارًا هدفها الوحيد: الإساءة إلى الجيل الجديد، تشويه صورته، وبث الفتنة بين أفراده. كما كنا نسمع عن الشيطان ونحن صغار! فرق واحد، هو أن الشيطان كان يقتصر على اللعب تحت السرير، أما هذه الأخبار، فتلعب في عقولنا وكأنها مباريات نهائية لكأس العالم!

أما المحللون، فهؤلاء فئة أخرى لا تقل غرابة. منهم من يبارك ويهلل للحركة الشبابية وكأنها معجزة القرن، ومنهم من داخت به الأيام حتى أصبح يطبل للحكومة ويصفق لكل ما هو رسمي. يا للهول! هؤلاء القلة، أقل من قليلة القليلة، المحسوبة على أتباع رجل الأعمال وربما قائد الحكومة، يتنقلون بين البرامج التلفزية مثل صقور تبحث عن فريسة، يلقون التحليلات والآراء وكأنهم قرّاء الطالع في إحدى الأسواق القديمة، لكن بدلًا من الكفوف، يستخدمون الميكروفونات.

والسؤال الجوهري هنا، للحكومة وأذنابها، أين كنتم طيلة السنوات الماضية؟ لماذا لم تهتموا بالجيل الذي حارب نومكم، وخرج مطالبًا بحقوقه ومستنيرًا بعقله وطاقته، إلا بعد أن أصبح خبرًا وموضوعًا ساخنًا؟ ألم يكن الأفضل أن تكونوا موجودين منذ البداية، قبل أن يتحول الجيل إلى قوة لا يمكن تجاهلها، قبل أن تصبح مطالبهم فجأة قضية “استراتيجية”؟

جيل زد، يا أصدقائي، لا يحتاج إلى بطولات مدفوعة الأجر أو مدح من المحللين العاجزين عن فهم العصر. كل ما يحتاجه هو مساحة للتنفّس، فرصة للخطأ والتجربة، وصوت مسموع دون رقابة. أما الحكومات وأذنابها، فدورهم الآن أصبح أشبه بالمحاولات اليائسة للتسلل إلى حزب الشباب بعدما ضاع قطارهم قبل زمن طويل.

باختصار: جيل زد لم يأت ليكمل مسرحية الآخرين، بل ليكتب نصه الخاص، بخطوط حادة وساخرة أحيانًا، واضحة دائمًا. والحكومة؟ حسنًا، ربما عليهم فقط أن يشاهدوا، يتعلموا، ويحاولوا اللحاق بالركب قبل أن يصبح الأمر مجرد صورة ظلية خلف النيزك القادم!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.