مجتمع

جيل زد يصرخ… ولشكر يوزع مناديل الهواء!

ضربة قلم

يبدو أن المغرب يشهد هذه الأيام صرخة شبابية حقيقية من جيل زد، صرخة تقول: “التعليم؟ البطالة؟ المشاركة السياسية؟ أين أنتم؟”، لكن إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، اختار الرد بطريقة عبقرية… من مكتبه المكيف! نعم، فقد رأى أن أفضل طريقة لفهم غضب الشباب هي أن يصفه بالامتداد الطبيعي للحراك التاريخي. رائع! أي شخص يتعرض للبطالة أو ينهار تحت وطأة الدراسة لا يحتاج لحلول، فقط يحتاج درسًا سريعًا في التاريخ على طريقة الأستاذ الكبير.

أما مقولته عن “حكومة الأعراس والمواكب”، فهي تحفة فنية في التهرب من الواقع: بينما الشباب يعاني، يقف هو على شرفة الكلمات ويصفق لكل حفلة شعبية ضخمة وكأنها مهرجان سينمائي. شباب المغرب يريد فرصًا، يريد تغييرًا حقيقيًا، وهو يكتفي بتوزيع الكلمات الكبيرة من الهواء، مع ابتسامة واثقة تقول: “لا تقلقوا، نحن نفهمكم!”… نعم، نفهمكم وهو يراقب، تمامًا مثل مراقبة الطقس من دون مظلة!

الحقيقة المرة هي أن تصريحاته تحولت إلى سيرك سياسي متنقل: كلماته مثقلة بالشعارات، خالية من العمل، وملأها “الامتداد التاريخي” و”الحوار الوطني” الذي لا يظهر إلا على الورق. الشباب يريدون خطوات ملموسة، لكنه يكتفي بالحديث عن الماضي وكأن المغرب كله في كتاب مدرسي قديم.

باختصار: جيل زد يريد حلولاً، المغرب يريد فاعلين، وإدريس لشكر؟ يوزع مناديل الهواء ويغطي نفسه بعبارات كبيرة حتى لا يلمسه الواقع، بينما كل المغاربة يصرخون: هل سنبقى نراقب أم سنفعل شيئًا حقيقيًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.