
ضربة قلم
في بيان ناري وصل إلى الرأي العام اليوم الثلاثاء، حمّلت حركة جيل Z المسؤولية الكاملة في ما وصفته بـ”الفشل التاريخي” في تدبير ملفات الصحة والتعليم والشغل ومحاربة الفساد، إلى كلّ الأحزاب السياسية دون استثناء، سواء كانت في الحكومة أو في المعارضة.
ففي نظر شباب الحركة، لا أحد بريء من الصمت، ولا أحد فوق المساءلة.
وقالت الحركة في بيانها: “كفى من الخطابات المكررة. كفى من الإصلاحات الورقية. كفى من الأحزاب التي تحيا في الحملات الانتخابية وتموت بعدها”، مضيفة أن زمن التبريرات انتهى، وأن “المغاربة لم يعودوا بحاجة لمن يتكلم باسمهم، بل لمن يُنصت إليهم”.
جيل Z، التي خرجت إلى الشوارع منذ 27 شتنبر 2025، أكدت أن احتجاجاتها سلمية، حضارية، وعصية على التوجيه أو الاختراق، مشددة على أنها لم تولد من رحم حزب أو تنظيم، بل من وجع الوطن ومرارة الانتظار.
وقالت الحركة بلهجة حازمة:
“نحن لا نفاوض حكومة في نهاية ولايتها، لأنها حكومة انتهت سياسيًا وأخلاقيًا. من فشل في وعوده، لا يحق له التحدث باسم الشعب”.
وأعلنت الحركة فقدانها الثقة المطلقة في الحكومة الحالية، مطالبة بـ استقالة جماعية فورية، معتبرة أن كل وعودها صارت رمادًا، وأنها عجزت حتى عن تنزيل ما تبقى من توصيات النموذج التنموي الجديد، الذي وصفته بـ“الوثيقة المنسية في أدراج السلطة”.
ولم تتردد الحركة في اقتباس مقطع من خطاب الملك سنة 2017:
“وإذا أصبح ملك المغرب غير مقتنع بالطريقة التي تمارس بها السياسة، فماذا بقي للشعب؟ لكل هؤلاء نقول اليوم: كفى”.
سبعة خطوط حمراء… وسبعة مطالب للإصلاح الحقيقي
وضعت الحركة سبعة مطالب اعتبرتها الحد الأدنى لبداية التغيير الجذري:
-
تعليم عمومي مجاني، عصري، منصف، يعيد الاعتبار للمدرس والمعرفة ويقطع مع التهميش الطبقي.
-
منظومة صحية عادلة تضمن العلاج لكل مواطن بكرامة، وتضع حدًا لمآسي المستشفيات المنهكة.
-
قضاء مستقل شجاع لا يركع للنفوذ ولا يخضع للهواتف.
-
شغل حقيقي للشباب عبر دعم المقاولات الصغيرة، وتشجيع المبادرات الحرة بدل “الوعود الموسمية”.
-
تطهير شامل للإدارة من الفساد والزبونية، وتفعيل فعلي لربط المسؤولية بالمحاسبة.
-
عدالة مجالية واقتصادية تنصف القرى والجهات المنسية وتكسر مركزية القرار.
-
إشراك الكفاءات الشابة في القرار السياسي والإداري بدل تكرار نفس الوجوه في مناصب دائمة.
توقف مؤقت.. لا تراجع
وأعلنت الحركة تعليق مظاهراتها مؤقتًا من الثلاثاء إلى الخميس، في خطوة وُصفت بـ”استراحة المحارب”، استعدادًا لـ”عودة أقوى” يوم الخميس، عشية افتتاح البرلمان وخطاب الملك.
وأكدت في بيانها على منصة ديسكورد أن هذا التوقف “ليس تراجعًا بل إعادة تنظيم”، مشيرة إلى أن الاحتجاجات المقبلة ستركّز في المدن الكبرى “لضمان صوت واحد، وجدار واحد، ومطلب واحد: رحيل الحكومة ومحاسبتها”.
وختمت الحركة بيانها بعبارة لافتة:
“لقد صبرنا بما فيه الكفاية، والآن جاء زمن الفعل. لسنا ضد الدولة، نحن ضد العبث.”




