حريق الجوطية بالمحمدية: إهمال قاتل أم مخطط خفي؟

ضربة قلم
ليس مجرد حريق اندلع في سوق عشوائي، بل واقعة تطرح تساؤلات عميقة حول الأسباب الحقيقية لهذا الحادث المدمر، خصوصًا في هذا الوقت الحساس بالذات. فهل كان الأمر نتيجة تماس كهربائي أو إهمال عابر؟ أم أن هناك أطرافًا قد تكون مستفيدة من إشعال الحريق عمدًا؟
سوقٌ يعيش على حافة الكارثة
الجوطية بالمحمدية ليست مجرد سوق شعبي، بل فضاءٌ قائمٌ على العشوائية التي تغذيها المصالح المتشابكة. لعقود، ظل هذا السوق بمثابة قنبلة موقوتة: محلات قصديرية متهالكة، ممرات ضيقة، وانعدام تام لمعايير السلامة. لكن، لماذا لم تتحرك الجهات المعنية لإعادة تأهيله قبل سنوات، رغم كل التحذيرات؟ أليس من اللافت أن تبقى هذه الوضعية قائمة حتى بعد وعود رسمية متكررة بإعادة الهيكلة؟
من له المصلحة في اندلاع الحريق؟
في ظل بداية فتح تحقيق في الموضوع، تبقى جميع الفرضيات قائمة، وأهمها:
- التصفية التجارية: هل يمكن أن يكون الحريق مدبرًا في سياق صراع بين التجار أو بين مستفيدين من الوضع الحالي؟ ففي مثل هذه الفضاءات، تكثر الحسابات الخفية حول النفوذ والربح.
- التواطؤ الرسمي: هل يشكل الحريق مقدمةً “مفيدة” لإفراغ السوق وإعادة استغلاله وفق أجندات خفية ومغرية؟ فالحرائق في الأسواق العشوائية لطالما كانت مدخلًا لإعادة توزيع النفوذ العقاري والاقتصادي.
- الإهمال المتعمد: حتى إن لم يكن الحريق بفعل فاعل، فإن ترك السوق في هذه الحالة دون أي تدخل يمكن اعتباره شكلاً من أشكال الجريمة المقصودة. فمن المستفيد من استمرار هذا الإهمال؟ ولماذا تتكرر هذه الكوارث في أماكن مشابهة دون أي تغيير في المقاربة الرسمية؟
الحريق ليس إلا النتيجة.. فأين المقدمات؟
ما جرى بالجوطية ليس سوى حلقة في سلسلة طويلة من الفوضى والتواطؤ، حيث تتحكم المصالح الخاصة في مصير سوق كامل على حساب الأمن الاقتصادي والاجتماعي للتجار. فهل سيكون هذا الحريق مجرد خبر عابر، أم أنه سيكشف عن خيوط لعبة أكبر؟