مجتمع

حريق الجوطية بالمحمدية: كارثة تكشف المستور!

ضربة قلم

في واحدة من أكبر الكوارث التي شهدها السوق البلدي (الجوطية) بالمحمدية، شبّ حريق مهول أتى على جزء كبير من السوق، حيث التهمت النيران العديد من المحلات، خاصة تلك القريبة من مدخل السوق المجاور لمقر نادي اتحاد المحمدية، وانتشرت ألسنة اللهب إلى الأزقة التي تضم بائعي الدجاج والأثواب.

حريق في سوق قصديري رغم وعود “عرقوبية” بإعادة البناء

من العار أن تظل الجوطية في هذا الوضع المزري، وهي عبارة عن متاهة من المحلات العشوائية المصنوعة من القصدير، رغم الوعود المتكررة من الجهات المسؤولة بإعادة تأهيل السوق وتحديث بنيته. سنوات تمر، والمشهد يزداد سوءًا، في حين يظل التجار في مواجهة مخاطر كارثية من قبيل الحرائق، التي يبدو أنها أصبحت اليوم  جزءًا من “البرنامج التنموي” غير المعلن لهذه المنطقة!

حريق الجوطية بالمحمدية: كارثة تكشف المستور!

عناصر الوقاية المدنية تعاني في التدخل بسبب الأبواب الضيقة!

حين اندلع الحريق، هرعت عناصر الوقاية المدنية لمحاولة السيطرة عليه، لكنها اصطدمت بعائق خطير: لم تجد من أين تدخل! فالأبواب ضيقة إلى حدٍّ غير معقول، ما جعل عملية الوصول إلى بؤرة النيران أشبه بمهمة مستحيلة، وأسفر ذلك عن تأخير عمليات الإطفاء، مما زاد من حجم الأضرار. كيف يمكن لسوق بهذا الحجم، بقلب مدينة كالمحمدية، أن يظل يفتقر إلى أدنى معايير السلامة؟

حريق الجوطية بالمحمدية: كارثة تكشف المستور!

خسائر بالملايين وسرقة وسط الفوضى

وفق التقديرات الأولية، تجاوزت الخسائر الملايين من الدراهم، حيث التهمت النيران سلعًا ثمينة، خصوصًا الأثواب والمواد الاستهلاكية المختلفة. وبينما كان بعض الشباب المحليين يحاولون المساعدة في السيطرة على الحريق، استغل آخرون الفوضى لتنفيذ عمليات سرقة، قبل أن يتدخل بعض التجار وضبط عدد منهم. وسُجلت أيضًا إصابة خطيرة لمواطن كان بالقرب من مسجد السوق، الذي نجا بأعجوبة من ألسنة اللهب.

الأسباب مجهولة.. ولكن هل هي مفاجئة؟

إلى حدود الساعة، لم يُكشف عن السبب الحقيقي وراء الحريق، لكن السؤال الأهم: هل نحن بحاجة إلى سبب؟ ألا يكفي أن يكون السوق في حالة كارثية، بلا أبسط مقومات الأمان، لتكون النتيجة حريقًا بهذا الحجم؟ أم أن الأمر يحتاج إلى كارثة أكبر حتى تتحرك الجهات المعنية؟

ما حدث في الجوطية ليس مجرد “حادث عرضي”، بل هو نتيجة طبيعية لعقود من الفوضى والتواطؤ والإهمال. فهل ستحرك هذه الكارثة المسؤولين لإعادة النظر في وضع السوق، أم أننا سنكتفي بانتظار الحريق القادم؟

تفريخ المحلات العشوائية.. تجارة مربحة للسلطة المحلية!

نعم، لم يكن الحريق الذي اندلع بالجوطية مجرد حادث عرضي، بل جاء ليكشف عن واقع أكثر سوداوية تعيشه هذه السوق منذ سنوات، حيث تحولت إلى فضاء عشوائي يعج بمحلات نبتت كالفطر، ليس بقدرة قادر، بل بفضل تواطؤ واضح من بعض الجهات داخل السلطة المحلية.

في السنوات الأخيرة، أصبحت الجوطية ورشة مفتوحة لتفريخ المحلات العشوائية، في سياق متاجرة مكشوفة من طرف بعض المسؤولين المحليين، حيث يتم غض الطرف عن الفوضى مقابل مبالغ مالية تدسّ يوميًا في جيوب بعض المتنفذين. لم يعد الأمر سرًا، بل باتت المقاطعة المعنية أقرب إلى مصلحة “جبايات” من نوع آخر، حيث يدفع التجار تحت الطاولة لضمان أماكنهم، في ظل صمت رسمي عن هذه الفوضى المنظمة.

هذا هو الحريق الأول من نوعه في الجوطية، لكنه ليس أول إنذار! السوق الذي كان يفترض أن يكون فضاءً منظمًا تحول إلى قنبلة موقوتة، بسبب هذه الفوضى التي صنعتها أيادٍ يفترض أنها مسؤولة عن التنظيم، لكنها وجدت في هذه العشوائية فرصة لجني المزيد من “المداخيل الجانبية. فإلى متى يستمر هذا العبث، وأي كارثة نحتاج لنرى تدخلًا حقيقيًا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.