حريق في فندق كريستيانو رونالدو بمراكش: النيران لا تفرّق بين النجوم والمواطنين!

ربة قلم
في زوال اليوم السبت الهادئ بمراكش، قررت النيران أن تحجز غرفة في فندق خمس نجوم، وبالضبط في الفندق المملوك للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو. ولأنها نيران ذات ذوق، فقد اختارت الطابق الأول لتبدأ مغامرتها، وكأنها أرادت أن تُطلّ على المدينة الحمراء من موقع استراتيجي، مع قليل من الدخان وحرارة العناوين.
وحدات الوقاية المدنية، التي عادة ما نسمع عنها في نشرات الأخبار فقط عند تساقط الأمطار أو اندلاع حرائق الغابات، فاجأتنا هذه المرة بسرعة تدخلها ومهنيتها العالية. “لا إصابات تُذكر”، قال أحدهم، وكأن الفندق احترق بأدب، ولم يُزعج أحدًا سوى بعض الجدران ومحتويات الطابق الأول. يا للكياسة!
فندق رونالدو يحترق؟! مستحيل! ليس من عادة الفنادق الفاخرة أن تحترق. هي عادة تصدر روائح عطرية فاخرة، لا رائحة خشب محترق وأثاث مشوي. لكن يبدو أن حتى المشاريع التابعة للنجوم العالميين ليست بمنأى عن تقلبات “التيار الكهربائي”، أو ربّما “ماسٍّ مفاجئ” كعادته كلما اقتربنا من صيف سياحي واعد.
الغريب أن اللهيب اختار “فندق كريستيانو”، وكأن القدر أراد أن يذكّرنا أن حتى من جمع الكرات الذهبية لا يمكنه جمع حصانة ضد الحوادث المغربية. وقد يكون هذا الحريق هو الحادث الوحيد في حياة رونالدو الذي لم يتدرب عليه في مانشستر أو مدريد أو حتى في صالات “اللياقة الذهنية”.
التحقيق مفتوح… إلى أجل غير مسمّى؟ كالعادة، فتحت الجهات المختصة تحقيقًا. هذا السطر وحده كفيل بطمأنة الرأي العام… أو العكس. فكلنا نعرف تلك التحقيقات التي تفتح ولا تُغلق، كأنها نوافذ منسية في بيروقراطية مثقوبة. سننتظر بلا شك بلاغًا رسميًا يحمل عبارات من قبيل: “الحادث عرضي”، “التحريات مستمرة”، و”لا شبهة جنائية”، ثم يختفي كل شيء كما ظهر، سوى سواد الجدران وآثار الرماد على السيراميك الإيطالي.
هل الفندق مؤمن؟ سؤال فضولي بلا شك، لكنه يحمل نكهة وطنية خالصة. ففي بلادنا، من لا يؤمّن على فندقه، فقد ضمن مسبقًا أن لا شيء سيحترق. أما إن أصرّ على التأمين، فليتوقّع أن يشتعل الطابق الأول فور انتهاء موسم التخفيضات.
رونالدو… غائب حاضر؟
لم يكن النجم البرتغالي متواجدًا لحظة اندلاع الحريق، وهو غياب نأسف له فقط لأن وجوده كان ليضفي طابعًا “استثنائيًا” على الحادث. تخيّلوا فقط صورة لرونالدو أمام ألسنة اللهب، منشورة على حسابه في إنستغرام تحت وسم #FireStyle – كانت لتدخل التاريخ!
أما رجال الوقاية المدنية، فهم ليسوا بحاجة لتوقيعات أو صور تذكارية، بل فقط لبعض العتاد الذي يشتغل دون مفاجآت. ولحسن الحظ، نحن في مراكش، حيث تبقى الأمور – نسبيًا – تحت السيطرة… عكس بعض المناطق التي تُطفأ فيها الحرائق بـ”النية وحسن التدبير”.
خلاصة الحكاية: حين تحترق فنادق النجوم، ندرك أن البنية التحتية لا تفرّق بين “الفيلا” و”الدوّار”. وأن الحظ أحيانًا يشعل النار بدل أن يجلب النزيل. لكن على الأقل، احترق الطابق الأول فقط، ولم تحترق سمعة المدينة الحمراء… فـ”الدخان” هذه المرة لم يكن سياسيًا.
هل ستُعلن شركة التأمين تعويضها؟ هل سيظهر الفاعل إن وُجد؟ هل يُدرَج الحريق في جولة “رونالدو تور” القادمة؟ الأيام كفيلة بالإجابة، أو على الأقل بإشغالنا بقصة جديدة.