حفرة أكادير: عندما تبتلع الأرض مشاريع التهيئة قبل أن يبتلعها النسيان!

ضربة قلم
ها هي مدينة أكادير تُسقط ورقة التوت الأخيرة عن مشاريع التهيئة “الخرافية”، بعد أن ابتلعت الأرض جزءًا من الطريق الرابطة بينها وبين إنزكان، وكأنها لم تعد تحتمل هذا الكمّ من “الإبداع الهندسي”. الحادثة وقعت على بعد أمتار قليلة من القصر الملكي، وكأن الطبيعة نفسها قررت تقديم شكوى رسمية، لكن بلغة الجيولوجيا لا العرائض الورقية!
الحفرة التي أحرجت الجميع
في مشهد أقرب إلى أفلام الكوارث الهوليودية، استيقظ سكان أكادير ليجدوا فجوة عملاقة في شارع محمد الخامس، وكأن كائنًا فضائيًا استعمل مدفعًا جيوفيزيائيًا ليُذكّرنا بأن بعض المشاريع تظل صامدة فقط في التقارير الورقية. السلطات تحرّكت بسرعة، ليس لمعالجة الحفرة، بل لتنظيم السير، وكأن الأولوية دائمًا للمكياج لا لعلاج المشكلة من جذورها.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي كانوا في الموعد
وكما جرت العادة، فقد أخرج رواد مواقع التواصل هواتفهم وصبّوا جام غضبهم على المسؤولين، مستنكرين كيف تتحوّل الطرقات إلى حفر بمجرد سقوط أول قطرة مطر أو مرور أول عام على انتهاء المشروع. مطالبات بفتح تحقيق؟ بالتأكيد! لكن هل سمعنا يومًا عن تحقيق أفضى إلى نتائج حقيقية؟ أو عن مقاول أعاد الأموال المنهوبة؟ أو عن المتورطين الذين يقبضون على حساب سلامة المواطنين؟ الجواب على الأرجح يوجد في حفرة أخرى لم تكتشف بعد.
الجماعة تُبرر… كالمعتاد
وكعادة البلاغات الرسمية، جاء رد جماعة أكادير ليخبرنا أن سبب الحفرة “انهيار ناتج عن تسرب التربة داخل أنبوب تحت أرضي”، وكأن هذا الأنبوب بالذات قرر الانتحار فجأة دون سابق إنذار! والأدهى أن القطر بلغ مترين والعمق 9 أمتار، أي أننا أمام نفق سري أكثر من كونه مجرد أنبوب للصرف الصحي. هل كان أحدهم يخطط للهروب الكبير؟ أم أن البنية التحتية عندنا تتآكل أسرع من شعارات الجودة والتنمية المستدامة؟
وعود الإصلاح: الحكاية الأزلية
وطبعًا، لم ينسَ البلاغ أن يطمئن المواطنين بأن الجهات المختصة “تعمل بشكل مكثف ومتواصل” لإصلاح الأضرار. والمواطن، الذي بات يشاهد هذه المسرحيات بنفس الملل الذي يُشاهد به إعادة البرامج الرمضانية القديمة، يعلم جيدًا أن “الإصلاح” لا يعني سوى ترقيع سريع بمواد أرخص من كرامة الناخبين.
خاتمة: متى تسقط الأقنعة؟
في النهاية، يظل السؤال: هل سيتوقف مسلسل الحفر والمشاريع المغشوشة؟ أم أننا سنستمر في العيش وسط مدن تتآكل من تحتنا بينما المسؤولون يتبادلون رسائل التعازي والوعود الجوفاء؟ الأكيد أن الحفرة التي ظهرت اليوم ليست سوى عنوان جديد في سجل طويل من الفضائح الإسفلتية، والحل الوحيد ربما هو انتظار أن تبتلع الأرض هؤلاء المسؤولين بدلًا من الطرقات!