حفلة الطلاق الجماعي : حين تتحول جلسات المحكمة إلى عروض ستاند أب!”

ضربة قلم
إذا كان الزواج في بلادنا يتم بـ «الزغاريت”، فالطلاق غالبًا ما يتم بـ”التهليل”! مرحبًا بكم في محاكم الأسرة، حيث المشهد أقرب إلى حلقة من برنامج الواقع، فيه الغيرة، والخيانات، والواتساب، وحتى “مفاجآت الدار البيضاء”!
من قال إن الزواج مشروع مقدس؟ في زمننا، صار المشروع هو الطلاق، والبداية تبدأ بمنشور فيسبوكي مريب، وتنتهي بخروج أحد الطرفين من العلاقة و”البلوك” من جميع المنصات.
المحاكم صارت قاعات انتظار للأمل الميت
صباح كل يوم، تُفتح أبواب المحكمة على مشهد مأساوي/كوميدي: طوابير نساء ورجال، بعضهم متأنق كأنه خارج من عرس، وبعضهم بعيون سهرانة كأنها خارجة من كابوس. الكل ينتظر دوره في “مسرحية” الطلاق، التي تبدأ بإلقاء اللوم، وتنتهي بجملة شهيرة: “ما بقاش تفاهم!”
أسباب الطلاق… من السريالية إلى المهزلة
نسيت الملح في الكسكسو، رفضت تمسح له حذاءه، قالت له “أش خاصك آ العريان؟ قالها الخاتم أمولاتي”، باع الثلاجة باش يشري PlayStation، أو هي رفضت تدخل والدته معهما في شهر العسل!
أسباب الطلاق عندنا صارت مرآة لعلاقات بنيت على الوهم واللقطة، وليس على الحوار والتفاهم. أصبحنا نعيش عصر “الزواج السريع، والطلاق الأسرع”، وكأن العقد مجرد اشتراك شهري في “نتفليكس عاطفي”.
والأطفال… في الزنقة بين الأم والوالد!
وسط هذه الحفلة، ينسى الجميع الضحايا الحقيقيين: الأطفال. أطفال لا يعرفون هل يحملون لقب الأب أم رقم الملف القضائي. يكبرون بين منزلين، وحقيبتين، ودمعتين، دون أن يفهموا لماذا فشل الكبار في الحب أو الاحترام.
والصلح؟ مجرد بروتوكول!
حين تدخل جلسة “الصلح”، يخيل إليك أنك في مؤتمر سلام دولي. القاضي يحاول، الطرفان يتنهدان، ثم يقول أحدهما: “ماشي سوقي، راه دازت الحدود”. وكأن الحل دائمًا هو القطيعة، لأن أحدهم لم يستوعب أن الزواج ليس نزهة في الإنستغرام، بل مؤسسة تحتاج لصبر ومهارات تفاوضية قد تفوق الخارجية المغربية!
خاتمة:
أصبح الطلاق موضة، والمحكمة ساحة عروض يومية لمآسي خُطّت على عجل. هل نحن أمام أزمة زواج، أم أزمة وعي؟ هل المشكل في قانون الأسرة، أم في الجيل الذي لا يعرف سوى لغة “الحظر” و”الأنستاستوري”؟
الجواب مؤجل… إلى أن ينضج الحب من جديد، أو تصبح قاعة المحكمة مجرد ذكرى من زمن الطيش العاطفي.
تنبيه: الصورة مستوحاة من الخيال الاصطناعي.