حملة أمنية غير مسبوقة تهزّ الوسط الفني: نجوم الشاشة التركية أمام القضاء بتهم المخدرات

ضربة قلم
شهدت تركيا صباح اليوم الأربعاء واحدة من أكبر العمليات الأمنية التي ضربت الوسط الفني والإعلامي خلال السنوات الأخيرة، بعدما نفّذت السلطات حملة مداهمات واعتقالات استهدفت مجموعة من أبرز نجوم السينما والغناء ووسائل التواصل الاجتماعي، في إطار تحقيقات تتعلق بتهم استخدام والترويج غير المباشر للمخدرات عبر الإنترنت.
أفادت وكالات أنباء تركية أن العملية، التي قادها مكتب مكافحة التهريب والمخدرات والجرائم الاقتصادية بتعليمات من النيابة العامة في إسطنبول، نُفذت بشكل متزامن وشملت منازل ومكاتب شخصيات بارزة تُعد من نجوم الصف الأول في تركيا، بعضهم تُعرض أعماله في دول عربية وأوروبية.
العملية التي وُصفت بـ”الزلزال الفني”، استهدفت في مرحلتها الأولى 21 شخصية معروفة، بينهم مغنون وممثلون ومؤثرون يتابعهم ملايين الأشخاص على مواقع التواصل، في مقدمتهم: هاديسا، إيرم ديريجي، ديميت إيفغار، برّاك توزوناتاش، كوبرلاي أكا، كاان يلدريم، مارت يازيجي أوغلو، ديلان بولات وزوجها إنغين بولات، إلى جانب أسماء أخرى من الصفحات الأكثر تأثيراً في تركيا.
وحسب نفس المصادر، فقد اقتيد الفنانون والمشاهير إلى قيادة الدرك في إسطنبول لإجراء التحاليل المخبرية وأخذ عينات دم، في إطار التحقيق حول ما إذا كانوا قد استخدموا مواد ممنوعة. بعضهم أدلى بإفاداته ثم غادر، فيما ينتظر آخرون نتائج التحاليل الطبية لتحديد موقفهم القانوني.
وتستند التحقيقات إلى مقاطع وصور نُشرت على حسابات عامة، يُعتقد أنها تتضمن رموزاً أو مؤشرات توحي باستخدام المخدرات أو الترويج لها بطريقة فنية غير مباشرة. هذه المنشورات اعتُبرت من طرف النيابة العامة خرقاً للقانون الذي يُجرّم أي تلميح أو تشجيع على تعاطي المواد المخدرة، حتى في سياق فني أو ترفيهي.
العملية لم تمرّ مرور الكرام داخل تركيا، بل أشعلت نقاشاً واسعاً حول مسؤوليات المشاهير القانونية والأخلاقية تجاه جمهورهم، وخاصة فئة الشباب. فبين من يعتبرها حملة ضرورية لتطهير الوسط الفني من السلوكيات المنحرفة، ومن يراها مبالغة في التدخل في الحياة الخاصة للفنانين، يبقى السؤال معلقاً حول الخط الفاصل بين “حرية التعبير” و”القدوة العامة”.
ويرى مراقبون أن هذه الحملة تحمل بُعداً رمزياً أكثر من كونها مجرد عملية قضائية، إذ تعكس رغبة السلطات في ضبط “إيقاع” الشهرة الرقمية التي تجاوزت في تأثيرها حدود الفن إلى مجالات الرأي العام والسلوك الاجتماعي.
في كل الأحوال، لا تزال أنظار الأتراك معلّقة على نتائج التحاليل، التي ستحدد إن كان المشهد الحالي مجرد عاصفة إعلامية عابرة أم بداية فصل جديد من المساءلة الأخلاقية والقانونية في عالم الفن التركي… عالمٌ بات يعيش هذه الأيام بين الشهرة اللامعة وأشباح “تحاليل الدم”!




