مجتمع

حين تشتعل جوطية المحمدية… وتحترق التساؤلات!

ضربة قلم

في أحد الأيام الرمضانية، استفاقت مدينة المحمدية على مشهد مأساوي بالمدينة: ألسنة اللهب تلتهم السوق البلدي “الجوطية”، وأصحاب المحلات يراقبون بذهول مصدر رزقهم وهو يتحول إلى رماد. رسميًا، السبب: تماس كهربائي. غير رسميًا، كل شيء قابل للنقاش… باستثناء الصفر!

ليست المرة الأولى التي تنزل فيها أمطار الخير على هذه الجوطية، لتلقي باللائمة على الطقس أو تماس كهربائي، ولكن في كل مرة تبقى كل الاحتمالات واردة. إننا هنا ننقل واقع ألسنة السكان، الذين لا يزالون يتساءلون عن الأسباب الحقيقية وراء هذه الحرائق. وتبقى كل الأسئلة مشروعة، في ظل غياب أي بيان رسمي يوضح الأمور.. ومع أول تحقيق أمني دقيق، قد نجد الأجوبة التي تنتظرها الساكنة المحلية، بدلًا من التوقف عند التكهنات التي تغذيها الشائعات. فالسؤال الأهم يظل: من المستفيد؟ وهل ما حدث مجرد حادث عرضي أم أن هناك أمورًا أخرى وراء الكواليس؟

حين يتحول الحريق إلى مشروع استثماري

الآن، وبعد أن أُغلقت ملفات الخسائر وبدأ الحديث عن إعادة البناء، تظهر الأسئلة الحقيقية:

  • من سيتولى إعادة الإعمار؟
  • ما هي الشركة التي ستحصل على الصفقة؟
  • كم سيكلف المشروع؟
  • ما مصير التجار الذين احترقت محلاتهم؟ وهل سيتم إدخال “وجوه جديدة” إلى اللائحة؟
  • كيف سيتم تحديد المستفيدين من المحلات الجديدة، وبأي معايير؟
  • هل ستصبح السوق في طابقها الأرضي والمشروع السكني فوقها؟
  • كيف سيتم اختيار اللجان التي ستشرف على توزيع المحلات؟

كل هذه الأسئلة تبدو مشروعة في ظل تجارب سابقة، حيث لم تكن إعادة الإعمار دائمًا في مصلحة التجار الصغار، بل في مصلحة أسماء نافذة تعرف جيدًا كيف تستفيد من “الكوارث”.

مكاتب الدراسات: عقول مدبرة أم أدوات للتمرير؟

التاريخ يعلمنا أن “مكاتب الدراسات” هي أول الواصلين إلى ساحة الحرائق، ليس لإطفاء النيران، بل لتقييم “الفرصة الاستثمارية”. فمن سيشرف على الدراسة التقنية لهذا المشروع؟ وهل سيكون تقييمه نزيهًا أم أنه مجرد إجراء شكلي لتبرير قرارات متخذة سلفًا؟

ثم هناك مسألة “الجبايات” والرسوم الإدارية، حيث يتردد أن الملحقة الإدارية ظلت تستفيد لسنوات من مداخيل لم يكن يعرف أحد مصيرها. فهل سيتم الآن إعادة النظر في هذه المداخيل، أم أنها ستتحول إلى مصدر دخل جديد لفئة أخرى؟

السياسة والمال والرياضة… مثلث المصالح

في قلب هذه القصة، لا يمكننا تجاهل أن رئيس الجماعة الحالي، الذي ذاع صيته من خلال رئاسته لفريق شباب المحمدية، وجد نفسه فجأة خارج المدينة، رئيسًا لنادٍ آخر، غير مكترث بالانتقادات التي وصفته بـ”الخيانة” للمدينة التي منحته كل شيء. فهل سيُعامل السوق كما عُومل فريق الكرة؟ وهل ستكون “المغادرة” مجرد محطة أخرى لتحقيق مكاسب جديدة قبل ترك المكان مجددًا؟

الأسئلة التي تحترق ولا إجابة لها بعد

عندما تشتعل الأسواق، تنطفئ الكثير من الأسئلة في رماد الصمت الرسمي. لكن الواقع يقول إن هذه ليست المرة الأولى التي تتحول فيها كارثة إلى فرصة، ولن تكون الأخيرة. وبينما يترقب سكان المحمدية نتائج التحقيقات، يبقى السؤال معلقًا:

هل سيعود السوق إلى التجار أم سيباع في المزاد الخفي؟

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.