مجتمع

حين يتحول الكلب إلى سلاح: ظاهرة تُرعب الشوارع وتقلق الأمان

ضربة قلم

هل صادفت يوماً شخصاً يسير بكلبٍ ضخمٍ يزمجر في وجه المارة وكأنه يملك الشارع؟
هل شعرت بتلك الرجفة المفاجئة عندما ترى أحدهم يستخدم حيوانه لا للحراسة أو الرفقة، بل لبثّ الخوف في النفوس؟
إنها ظاهرة تتفاقم بصمت: اصطحاب الكلاب الشرسة، غالباً غير الملقّحة، واستعمالها كوسيلة لتخويف الآخرين أو لقطع الطريق أمامهم.

ما الذي يحدث فعلاً؟

في عدد من الأحياء، صار من المألوف رؤية شبان يسيرون بكلاب ضخمة، يتركونها دون لجام أو كمامة. بعضهم لا يملك حتى شهادة تلقيح، ومع ذلك يوظفون الحيوان كأداة ترهيب. هناك من يستعمله لردع الفضوليين أثناء صفقات مشبوهة، أو لإبعاد المارة كي يُنفّذ غرضاً إجرامياً، أو فقط لإظهار القوة في الحي.

لكن خلف هذا المشهد “الاستعراضي” تختبئ أخطار كثيرة:

  • خطر صحي، لأن هذه الكلاب قد تحمل أمراضاً معدية وداء السعار.

  • خطر أمني، حين تُستخدم الكلاب لترهيب المواطنين أو في أعمال عنف وسرقة.

  • خطر اجتماعي، لأن الخوف من الكلاب يخلق توتراً دائماً ويمنع الناس من الإحساس بالأمان في أحيائهم.

مسؤولية لا يمكن تجاهلها

القانون واضح: صاحب الحيوان مسؤول عن أي ضرر أو تهديد يصدر عنه. لكن المشكلة ليست في النصوص، بل في التطبيق والمراقبة. فغياب الرقابة جعل بعض الأشخاص يتصرفون وكأن الطريق العام ملك لهم، دون أدنى احترام لراحة الآخرين أو لسلامتهم.

لماذا يجب أن نتحرك الآن؟

  1. لأن ترك الظاهرة دون ردّ يعني قبول “الترهيب المجاني” في شوارعنا.

  2. لأن داء السعار لا يرحم، وكل كلب غير ملقّح هو قنبلة صحية موقوتة.

  3. لأن الناس من حقهم أن يمشوا بأمان، لا أن يخافوا في كل زاوية.

ما المطلوب من الجميع؟

من السكان:

  • التبليغ الفوري عن أي حالة تهديد أو كلب غير مكمّم أو يهاجم المارة.

  • توثيق الحوادث بالصوت أو الصورة عند الضرورة، مع تجنب أي مواجهة مباشرة.

  • التحسيس داخل الحي بخطورة التساهل مع هذه الممارسات.

من الجماعات المحلية:

  • فرض حملات تلقيح وتسجيل الكلاب، وإجبار أصحابها على احترام الشروط القانونية.

  • مراقبة الشوارع والأحياء التي تكثر فيها هذه السلوكيات، ووضع لافتات تحذيرية.

من السلطات الأمنية والبيطرية:

  • التنسيق في حملات ميدانية لحجز الكلاب غير الملقّحة أو المستعملة في التهديد.

  • تطبيق العقوبات بحزم على من يتخذ من الحيوان وسيلة ترهيب أو ابتزاز.

بلاغ مقترح

نطالب السلطات المحلية بالتدخل العاجل في حيّ … بعد تكرار حالات اصطحاب كلاب عدوانية تُستعمل لتخويف المارة وقطع الطريق. هذه الممارسات تهدد سلامة السكان وتزرع الخوف في النفوس، لذا نرجو تطبيق القانون وإلزام أصحاب الكلاب بالتلقيح والكمامة، حمايةً للأمن والصحة العامة.

كلمة ختامية

القضية ليست ضد الكلاب، بل ضد من يحوّلها إلى أدوات رعب.
من حقنا أن نعيش في أحياء يسودها الأمان، لا الخوف من أنياب تُستخدم لترهيبنا.
التدخل اليوم ضرورة، لا خيار. فالأمن لا يُحمى بالصمت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.