خطاب مخاريق.. شعارات مستهلكة ولغة الخشب في زمن الحقيقة

ضربة قلم
مرة أخرى، يخرج الميلودي مخاريق، الأمين العام لنقابة الاتحاد المغربي للشغل، ليعيد إنتاج خطاب مكرور، مفعم بالشعارات الجوفاء ولغة الخشب، التي لم تعد تقنع حتى أقرب المقربين من مركزيتهم النقابية التي تحوّلت مع الوقت إلى آلية مشلولة تلوك الكلام ولا تحرك ساكناً في الميدان.
في خطابه اليوم بمناسبة فاتح ماي، استعرض مخاريق ما أسماه “نضالاً”، لكنه أغفل أن نقابته باتت رمزا للجمود النقابي، ومجرد واجهة للخطاب الشعبوي الخالي من أي أثر فعلي على تحسين أوضاع الطبقة الشغيلة. بدل أن يقدم كشف حساب واقعي حول فشل نقابته في تحقيق مكاسب ملموسة، لجأ إلى تبني مواقف فضفاضة، يرفع فيها سقف النقد بينما هو أول من ساهم في خفض منسوب الثقة في العمل النقابي داخل المغرب.
يتحدث مخاريق عن “الهجوم على القدرة الشرائية”، في حين أن نقابته كانت وما تزال غائبة عن مفاوضات حقيقية تهم الرفع من الأجور أو تحسين ظروف العمل. لا يكفي الصراخ من فوق منصة للتغطية على عجز امتد لعقود، ولا يكفي التباكي على “الطبقة العاملة” لاستعادة شرعية نقابية آخذة في التآكل.
أما حين يتحدث عن “الصحراء المغربية”، فهل باتت الوطنية شعارًا ظرفيًا نرفعه كلما أردنا رص الصفوف خلف خطاب هزيل؟ وهل يكفي تنظيم مسيرة في الكركرات للتأكيد على مغربية الصحراء؟ الوطنية لا تُختزل في الشعارات، بل تُبنى بالمسؤولية والجدية والالتزام الحقيقي بقضايا الوطن، لا باستغلالها كديكور دعائي في خطب مناسباتية.
وفي مشهد مثير للسخرية، ينتقد مخاريق “الليبرالية المتوحشة”، بينما يدير نقابته بعقلية المركزية الصلبة، ويرفض تداول القيادة منذ سنوات. أي مصداقية لمن يتحدث عن “الحقوق” و”الديمقراطية”، وهو لم يفتح نقابته أمام نفس هذه القيم داخل بيته الداخلي؟
أما حديثه عن الحوار الاجتماعي و”رفض قوانين تكميمية”، فهو محاولة فاشلة للتملص من مسؤولية نقابة اختارت التماهي مع السلطة متى شاءت، ثم تصرخ وتثور كلما أرادت تذكير الرأي العام بوجودها في الساحة.
باختصار، تصريحات الميلودي مخاريق ليست سوى جولة جديدة في مسرحية قديمة، يكرر فيها نفس الأدوار الباهتة، في مشهد يتطلب تجديدًا حقيقيًا للنقابة والنضال، لا شعارات متهالكة واتهامات جاهزة.
Awesome https://is.gd/N1ikS2