دفاتر قضائية

دعوة الملوك ماشي ساهلة: قلدهم مبديع ومشى للحبس!

ضربة قلم

بعدما صفق له بعض “المقربين” بحرارة في عرسٍ أسطوري أطلقوا عليه “عرس القرن”، وبعدما عُرضت فيه الغزالة مشوية، لا لشيء إلا لإثبات أن “ولد الفقيه بن صالح” أصبح يزاحم ملوك البروتوكول، جاء الرد من حيث لا يحتسب: دعوة الملوك ماشي ساهلة!

محمد مبديع، الوزير السابق، رئيس جماعة الفقيه بن صالح، والقيادي في حزب الحركة الشعبية، كان يظن أن تقليد الملوك لا يتطلب سوى بدل فاخرة، موائد فخمة، وموسيقى مبهرة… لكنه نسي أن القصر الملكي لا يُقلَّد، ومن تجرأ على التمثيل أمامه، قد يجد نفسه يمثل أمام هيئة المحكمة بدل هيئة البروتوكول!

وبالفعل، لم تمضِ أشهر على العرس المهيب، حتى انقلب الفرح ترحاً، وتحول “البطل” إلى متهم، بتهم ثقيلة تتراوح بين تبديد أموال عمومية، واستغلال النفوذ، وتزوير في وثائق رسمية وعرفية، والارتشاء، وخروقات في صفقات عمومية.

لكن، ورغم كل الزخم، ما كانت الأمور لِتُفتح لولا أن الأمر صادف شكاية رسمية قدمها الفرع الجهوي للجمعية المغربية لحماية المال العام. الشكاية تحدثت بلغة مباشرة عن “تبديد أموال عمومية، والاغتناء غير المشروع، وخرق قانون الصفقات، وتلاعبات، والنفخ في الفواتير، وأداء مقابل أشغال لم تنجز، وتوجيه الصفقات نحو شركات ومكاتب دراسات بعينها”… بمعنى: العرس كان جميل، لكن الكواليس كانت عفنة!

والمثير أن بعض المدعوين تمنّوا لو لم يُدعَوا أصلاً، لأن “المغاربة ديالنا، فاش تهبط الطيارة، كيعرفو غير يقولوا: ما كنتش معاه، كنت غير دايز!”

ويتابع في هذا الملف مبديع إلى جانب 13 شخصاً آخر، بينهم مهندسون، متقاعدون، مقاولون، وموظفون بالجماعة… كلهم “شاركوا” في الوليمة الكبرى، لكن وليمة المال العام، لا وليمة العرس فقط.

المشهد أصبح اليوم أكثر سريالية: مبديع، الذي كان يتجول بفخر في أروقة السلطة، بات اليوم يسلم من خلف القضبان، ويرتدي بذلة “عصرية” لكنها لا تُقارن بأناقة العرس… بل بأناقة قاعة المحكمة.

ويبقى السؤال:
هل ستسير باقي التحقيقات في نفس الاتجاه؟
أم أن “دعوة الملوك” ستبقى مقتصرة على حالة واحدة فقط؟

في انتظار الحكم النهائي، يمكننا أن نقول: “المخزن ما كينساش!”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.