دوام الحال من المحال: عبد السلام أحيزون في خبر كان

ضربة قلم
دوام الحال من المحال، عبارة تُقال لتشجيع المظلومين على الصبر، ولكن يبدو أن عبد السلام أحيزون لم يسمع بها قبل أن يجد نفسه في “خبر كان”! قد يبدو الأمر كأنه حلم سيء أو كأن أحيزون اختار قضاء فترة النقاهة بعيدًا عن اتصالات المغرب، لكن الواقع أكثر قسوة من ذلك. أحيزون، الذي كان بالأمس في قمة الهرم، أصبح اليوم من الماضي البعيد، وأصبح اسمه جزءًا من سردية قديمة. لكن ماذا عن الـ 6.4 مليارات درهم؟ أوه، لا تقلقوا، لا يبدو أن أحيزون سيحتاج إلى هذه الـ 6.4 مليارات لإنقاذ نفسه! لأن كما قلنا، ثروته ستعيش أحفاد أحفاده، وملف “الكرامة” هذا سيظل يضاف إلى سيرته الذاتية الملونة.
لكن دعونا لا ننسى أن أحيزون كان يمثل العلامة التجارية التي لطالما كانت جزءًا من حياة المغاربة. اتصالات المغرب كانت رمزًا للثقة، ولكن التوترات في السوق بدأت تظهر على شكل “منافسة غير شريفة” مع “إنوي”، منافس غير مرغوب فيه، الأمر الذي أدي إلى هذا الحكم البالغ الذي كلف أحيزون منصبه، لكنه أضاف لمجموعته عملاً تاريخياً يثبت أن المجالس لا تحترم الأباطرة بشكل دائم.
أما الآن، فعلى محمد بنشعبون أن يملأ هذا الفراغ، حيث تبدو فرصته في التطوير الاستراتيجي أكثر من مجرد تسوية دينية أو إعادة تشكيل للوحة الفأر مع الأسماء القديمة. وبالطبع، كما يقال، “التغييرات تأتي بأسماء جديدة، ولكن السماء ذاتها تبقى.”
ثم هناك تعيينات الوزراء داخل المجلس، وهم من أعيان الاقتصاد والمالية والداخلية، وهنا تكمن المفارقة الحقيقية، فهم لا يتخذون قرارات “فنية” في شركات الاتصالات، بل يأخذون دورًا أكبر بكثير: أدوارًا سياسية واقتصادية تضمن أن الجميع يخرجون من هذا الهراء بتوزيع حصص وأرباح خاصة تجعل الأمور تسير بالطريقة التي تخدم مصالحهم الخاصة.
أما عن مرحلة أحيزون في الرياضة، فحدث ولا حرج! كيف لا يكون هناك تضارب مصالح في ظل أداء باهت للرياضة المغربية في أولمبياد باريس؟ سطوة المال والإعلانات لا تقف عند حدود الاتصالات، بل تمتد إلى الرياضة، حيث يفقد الرياضيون الفرص تحت ضغط العقود، والإعلام يُتهم بالتحيز في المواقف. كل هذا في وقت يتظاهر الجميع بأن الأمور تسير كما ينبغي، بينما يعلم الجميع أن “الباب صار مسدودًا”.
وفي النهاية، لا يسعنا إلا أن نتمنى السعادة لكل من سيعيش تحت سقف الـ 6.4 مليارات درهم. وإن كانت “السعادة” هي ما نبحث عنه، فلا شك أن أحيزون سيجد سعادته في مجموعة “إي آند” الإماراتية، حيث الصفقات تكون أكثر إشراقًا من الابتسامات الباهتة!
إذن، دوام الحال من المحال.