رئيس جماعة المحمدية يختفي والفريق الذي بشر به يغرق.. يغرق؟
شباب المحمدية: كيف تقتل ناديا تاريخيًا في موسم واحد!

ضربة قلم
ها قد أسدل الستار، أو بالأحرى سقط الستار وسُحب معه البساط من تحت أقدام فريق شباب المحمدية، في نهاية موسم كروي لا يمكن وصفه إلا بكلمة واحدة: كارثة. موسمٌ جعل من “الهبوط” أمنية جماهيرية مبكرة، فقط حتى لا يُستكمل هذا العرض الكوميدي الأسود الذي امتد على مدى 30 جولة، وكأنه مسلسل درامي لا نهاية له… ولا بطل.
الفريق الذي كانت تُنشد له الأناشيد، وتُرسم حوله خرائط المستقبل، تحوّل بسرعة الضوء من “مشروع كروي واعد” إلى “مادة دسمة للنقاش في جلسات النميمة الكروية”، بعد أن أصبح نموذجًا لما لا يجب فعله حين تبيع أعمدة الفريق، وتفتقر للرؤية، وتوزع الوعود كما تُوزع منشورات الدعاية الانتخابية.
أربعة نقاط من أصل تسعين… ويا ليتها لم تكن!
في زمن تتسابق فيه الأندية لبلوغ نصف المئة من النقاط، خرج شباب المحمدية من الموسم بنقطة عن كل شهر، وكأنه كان يوزّع الأداء بالقطّارة. أربعة نقاط فقط، دون أي فوز. نعم، دون أي فوز. الرقم ليس خطأ مطبعيًا ولا نكتة على حساب “الشان”، بل واقع مرّ، وكأن الفريق قرر مقاطعة الانتصارات تضامنًا مع ضحايا الضغط العصبي من مشجعيه.
أما الهجوم؟ فقد سجّل الفريق 13 هدفًا فقط، أي أقل من عدد مباريات النصف الأول من الموسم. ولو قسّمنا الأهداف على عدد الجولات، لوجدنا أن الفريق سجّل بمعدل “نصف هدف كل ثلاثة مباريات”. وإن كنت تعتقد أن هذا بائس بما فيه الكفاية، فانتظر الدفاع: 71 هدفًا دخلت الشباك، حتى أن الحارس صار يُعرف في المدرجات باسم “بوابة الأمل”!
آيت مانة… الكابتن الذي قفز من السفينة
الجماهير الغاضبة – والحق معها – لم تجد سوى اسم هشام آيت مانة لتعلّقه على مشجب الكارثة. الرجل الذي وعد وأحبط، بنى وهدم، رسم خططًا طموحة ثم غادر حين اشتدّ الطوفان، تاركًا النادي تائهًا بين فرق الهواة وحسابات النتيجة، في موقف يُذكرنا برجل أعمال يفتتح مطعما فاخرا ثم يهرب حين يكتشف أن الزبائن لم يحبّوا مذاق الطبق الرئيسي: “اللا خطة المفتعلة”.
“غادر السفينة في العاصفة”، هكذا يقول أنصاره السابقون الذين تحولوا الآن إلى كتّاب مرثيات على صفحات فيسبوك. قد يكون الرجل راهن على “الاحترافية”، لكنه نسي أن كرة القدم ليست “شركة” تُدار من المكتب، بل معركة تُخاض على العشب، بالأقدام والعرق والانتماء… وكلها أشياء غابت عن مشروعه.
جمهور المحمدية… بين الحزن والسخرية
أما جمهور شباب المحمدية، فلم يعد أمامه سوى أحد خيارين: البكاء أو الضحك. ولأن البكاء تكرّر كثيرًا هذا الموسم، اختار الكثيرون اللجوء إلى السخرية السوداء، حيث صار الفريق مادة دسمة للكوميكس والميمات، ومثار تعليقات من نوع:
- “الفريق الوحيد اللي يخلّيك تفتخر أنك ما حضرتش أي ماتش”.
- “لو كانت البطولة تُحسم بعدد الأهداف المستقبلة، كنا خدنا اللقب!”.
- “هذا مش موسم… هذا فيلم رعب بسيناريو رياضي”.
القسم الثاني… محطة للراحة أم بداية النهاية؟
الآن، الفريق في القسم الثاني، حيث الملاعب الترابية، والحكام ذوي الشارب الكثيف، والخصوم الذين يلعبون بخطة “حط الكرة فالجدار”. لكن الحقيقة أن القسم الثاني ليس عيبًا، بل قد يكون فرصة للغسيل الروحي والتكفير الفني، فقط إن قرر النادي أخيرًا أن يتعامل مع كرة القدم كرياضة لها قواعد، لا كـ”بزنز” يحتاج فقط للممولين ومصممي اللوغو.
ربما يحتاج شباب المحمدية إلى وقفة صادقة، بعيدة عن الشعارات البرّاقة، واستراتيجية إنقاذ حقيقية لا تبدأ بحملة على إنستغرام، بل بتقييم عميق لحجم الكارثة. نعم، موسم للنسيان… لكن بعد أن نتعلم منه. وإلا، فلن يكون الهبوط إلى القسم الثاني هو النهاية، بل مجرد بداية لمسلسل جديد عنوانه: “كيف تقتل ناديا تاريخيًا في موسم واحد!”




