سياسة

رشيد الطالبي العلمي: “وعدناكم بـ3 آلاف درهم… والآن ادعونا نلقى الحجر!”

ضربة قلم

إنه الرجل الذي لا يمل من إبهارنا، لا بالكلمات فقط، بل بالأفعال “المذهلة” التي تتحدى المنطق. رشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، هو ذاك السياسي الذي قرر أن يجعل من الوعود الانتخابية “رياضة وطنية”. صحيح، هو وعد المغاربة بـ3 آلاف درهم في الانتخابات، ثم ختم الوعد بجملة تاريخية: “إذا لم نفِ بالوعد، ارجمونا بالحجر!” وكأن المغاربة يواجهون نجمًا من نجوم الكوميديا، لا سياسيًا محترفًا!

المواطنون، الذين لم يعودوا يصدّقون الوعود بسهولة، اكتشفوا أن الطالبي العلمي كان يمارس “الزمن السياسي الممتد”، كما لو كان يقيم في عالم غير هذا الذي نعيش فيه. الرجل الذي جعل من الوعود جزءًا من سيرته الذاتية، يبدو وكأنه يعتقد أن الوعود تُمنح فقط من أجل أن يتفاعل معها الشعب بشكل “درامي”؛ 3 آلاف درهم؟ نعم، وعد بها، ولكن في عالمه “الحجري” هذا، يمكن للمواطنين أن يتعاملوا مع الحجر تمامًا كما لو كانوا في عرض كوميدي!

وفي آخر تصريحاته، قال الطالبي العلمي بكل برود إن “التدافع بين الأحزاب استعدادًا للانتخابات هو أمر مشروع”. بالتأكيد، ولكن لا بد من أن نتساءل: هل “التدافع” يشمل دفع الجيوب الخاصة بالمواطنين ليفكروا في تلك الـ3 آلاف درهم؟ أم أن “التدافع” هو فقط بين الأحزاب لتحديد من سيكون الأكثر براعة في تقديم الوعود التي تنتهي في أقرب صندوق اقتراع؟ الأكيد أن الطالبي العلمي يحب أن يراهن على “الزخم” السياسي، ولكنه ينسى أن هذا “الزخم” غالبًا ما يتحول إلى “مأساة سياسية” على أرض الواقع.

ثم نأتي إلى تلك المقولة الشهيرة عن “الاختلاف بين الأحزاب في الحكومة” التي اعتبرها الطالبي العلمي “صحيًا”. هل هذا يعني أنه إذا استمر الاختلاف بين الأحزاب، سيبقى المواطن المغربي في نفس الدوامة؟ أم أن هذا الاختلاف هو مجرد وسيلة لتأجيل الوفاء بالوعود؟ ربما نحتاج إلى اختبار جديد للمواطنين لمعرفة ما إذا كان الحجر قد أصبح أكثر تأثيرًا من الوعود الآن!

وكالعادة، لا يمكن أن يمر كلام الطالبي العلمي دون الإشارة إلى “البرلمان”. نعم، البرلمان المغربي، حيث الجميع “وطنيون” سواء في الأغلبية أو المعارضة! يبدو أن الطالبي العلمي لا يتعب من هذه اللعبة المسرحية التي يلعبها الجميع، ويبدو أن كل جلسة في البرلمان هي مجرد فاصل آخر في مسرحية مستمرة. “نتناقش، نعبّر عن آرائنا، ثم نتخذ القرارات”، لكن لا ننسى، القرارات “التاريخية” تكون دائمًا في انتظار مصادقة الحكومة، مع تحية خاصة للـ3 آلاف درهم التي لم تظهر بعد.

وعندما يتحدث الطالبي العلمي عن مسيرته السياسية، تذكّرنا جميعًا كيف تحول “العود” إلى شعار سياسي: من شبيبة حزب التقدم والاشتراكية، إلى العودة التي لا تنتهي، كما لو أن “السياسي المحنك” أصبح “الظاهرة الأبدية” في الساحة السياسية. فعلاً، إذا كان في القطاع الخاص، كان سيطير من أول عملية إعادة هيكلة، لكنه في عالم السياسة يبدو أنه لا يحتاج إلا إلى الجلوس على كرسي رئاسة المجلس، ليظل في قلب كل التعيينات، ويطالب بـ”إعادة الإعمار” بوعود جديدة.

أخيرًا، دعونا نتخيل الطالبي العلمي وهو في جلسة مع المواطنين، يشرح لهم كيف أن “الديمقراطية لها كلفة”، ولكن الكلفة هذه ليست فقط في المال، بل في الوعود التي تزداد وتتناقص حسب الحاجة، وتصبح الحجارة أكثر فعالية من الوعود.

رجل لا يشبع من المناصب ولا من الوعود. رشيد الطالبي العلمي هو الرجل الذي لا يتوقف عن إبهارنا، ولكن ليس في تقديم الإنجازات، بل في تقديم عروض سياسية مميزة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.