اقتصاددفاتر قضائية

رصاصة في صمت الليل: شرطي قتل وحاول الانتحار

ضربة قلم

كانت ليلة هادئة في الدار البيضاء، والمدينة تنام على إيقاع أمواجها البعيدة، قبل أن يخرق السكونَ دويٌّ مفاجئ لرصاصٍ حقيقيٍّ هذه المرة. لم يكن تدريبًا، ولا مطاردة، بل لحظة فقدان عقلٍ غامضة جعلت رجل أمنٍ يوجّه سلاحه نحو امرأةٍ كان يفترض أن يحميها، ثم نحو نفسه… في مشهدٍ صادمٍ لا يشبه سوى انكسارٍ داخليٍّ انفجر متأخرًا.

بحسب ما تسرّب من تفاصيل أولية، كانت بينهما معرفة سابقة، وربما أكثر من ذلك. علاقةٌ اختلط فيها العاطفيّ بالمأزوم، حتى تحوّلت في لحظة واحدة إلى دمٍ وصمت. السيدة لفظت أنفاسها على الفور، بينما الشرطيّ سقط مضرجًا بدمه بعد أن حاول إنهاء حياته برصاصة في الرأس.

مشهدٌ دراميٌّ قاتم لا يليق بمدينة الأضواء، لكنه يذكّرنا بأن أكثر المآسي وجعًا هي تلك التي تأتي من الذين يفترض أن يكونوا ملاذنا الآمن. رجلٌ حمل السلاح ليحمي الناس، فإذا به يوجّهه إلى أقرب الناس إليه.

التحقيقات القضائية انطلقت بسرعة، لكن الإجابات لا تأتي بنفس الوتيرة. فالأسئلة كثيرة، والعقد النفسية أخطر مما يبدو في البلاغات الرسمية. ما الذي يمكن أن يدفع رجلًا عاش على انضباط النظام إلى أن يُغرق نفسه في فوضى الجريمة؟ أهو الحب حين يتحول إلى غضب؟ أم الضغط المهني حين يُغلق كلّ المنافذ؟

الدار البيضاء لم تنم  الليلة. الشوارع التي اعتادت على صخب السيارات والأبواق، التزمت صمتًا حزينًا. حتى رجال الأمن، وهم يطوّقون مسرح الحادث، بدوا وكأنهم يواجهون مرآةً مرعبة تعكس هشاشة الإنسان خلف الزي الرسمي.

رصاصة واحدة كانت كافية لتقلب المصير، وتكشف الوجه الآخر للخطر: حين يأتي من داخل دائرة الأمان نفسها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.