سطات تودّع الهدوء: مراهق يسرق مرتين فتسرقه الكاميرا إلى السجن

ضربة قلم
في الوقت الذي أصبح فيه المغاربة يتبادلون صور القطط والكسكس على “الفيسبوك” أكثر من صور الأقفال المكسورة والنوافذ المفتوحة عنوة، وفي زمن بدأت فيه حكايات سرقة المنازل تشبه قصص ما قبل النوم، إذ بها تعود إلينا على حين غرة، لا كحكاية قديمة بل كفيديو جديد تمامًا.
شاب في التاسعة عشرة من عمره، لم يجد ما يشغل به مراهقته، ولا من يدله على قناة “يوتيوب” لتعلم البرمجة أو تقنيات تحرير الفيديوهات التي يبدو أنه يحبها كثيرًا، مادام قد ظهر نجمًا في أحدها وهو يقوم بعملية سرقة محترمة (نسبة إلى الحرفة، لا الأخلاق)، من داخل منزل ومحل تجاري بمدينة سطات. الفيديو طار على أجنحة “الريزو”، وانتشر بسرعة لا تحلم بها حتى حملات التوعية بمخاطر الإدمان، ليصل أخيرًا إلى عيون الأمن الذين لم يكونوا بحاجة إلى خاتم سليمان، بل فقط إلى بحث وتحريات بسيطة، ليكتشفوا هوية صاحب الأداء البطولي.
وهكذا، في سيناريو لا يقل إثارة عن أفلام “الأكشن” المغربية ذات الميزانية المحدودة، انتهى الأمر بتوقيف المشتبه فيه اليوم الخميس 08 ماي، ووضعه تحت الحراسة النظرية. والآن، تجري الشرطة بحثًا دقيقًا تحت إشراف النيابة العامة، ليس فقط لمعرفة كيف تمكن من تنفيذ العمليتين، بل أيضًا لفهم كيف لا يزال هناك من يسرق في زمن “كاميرات المراقبة” و”اللايفات” و”التيك توك”.
فهل نحن أمام لص كلاسيكي يرفض الانقراض، أم أمام يافع قرر أن يتحدى التكنولوجيا… بالفشل؟