سقوط الهداف التاريخي: عمر برافو من أسطورة تشيفاس إلى قفص الاتهام

ضربة قلم
أفادت وكالات أنباء مكسيكية أخيرا، أن السلطات أوقفت النجم الدولي السابق عمر برافو، أحد أبرز المهاجمين في تاريخ كرة القدم المكسيكية، بعد توجيه تهمٍ خطيرة إليه تتعلق بـ الاعتداء الجنسي على قاصر، في قضيةٍ صادمةٍ هزّت الأوساط الرياضية والإعلامية في البلاد.
وبحسب بيان صادر عن النيابة العامة في ولاية خاليسكو، فقد تم إلقاء القبض على برافو البالغ من العمر 45 سنة، في إحدى ضواحي مدينة غوادالاخارا، بعد صدور مذكرة توقيف رسمية في حقه بناءً على شكاية تقدّمت بها الضحية المزعومة. وأوضح المكتب ذاته أن التحقيقات الأولية كشفت عن “أدلة قوية تشير إلى أن اللاعب المعتزل قد اعتدى على فتاة قاصر مراتٍ متكررة خلال الأشهر الماضية”، مرجحاً احتمال تورطه في “وقائع مماثلة” سابقة.
وأكّد البيان أن برافو يواجه حالياً تهمة الاعتداء الجنسي المشدد على قاصر، وهي تهمة تندرج ضمن الجرائم الخطيرة التي قد تصل عقوبتها إلى السجن لعشرات السنين وفق القانون المكسيكي. ومن المنتظر أن يُمثُل المهاجم السابق أمام المحكمة في غضون ساعاتٍ قليلة، وسط اهتمامٍ إعلامي واسع ومتابعة دقيقة من الرأي العام.
القضية أثارت موجة من الصدمة والغضب في الأوساط الرياضية، خصوصاً وأن برافو يُعدّ أحد أيقونات نادي تشيفاس دي غوادالاخارا، الفريق العريق المعروف بسياسة الاعتماد فقط على اللاعبين المحليين دون أجانب، وهو ما جعله رمزاً للهوية الكروية المكسيكية.
ولد عمر برافو في ولاية سينالوا سنة 1980، وبدأ مسيرته الاحترافية سنة 2001 مع نادي تشيفاس، حيث تألق بشكل لافت وقاد الفريق إلى التتويج بلقب الدوري عام 2006، قبل أن ينتقل إلى ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني سنة 2008 في تجربة أوروبية قصيرة. ويُعتبر حتى اليوم الهداف التاريخي لنادي تشيفاس بـ132 هدفاً في الدوري و160 في جميع المسابقات، كما مثّل المنتخب الوطني في مونديال ألمانيا 2006 وسجّل هدفين أمام إيران في أولى مباريات المنتخب آنذاك.
ورغم اعتزاله المستطيل الأخضر منذ سنوات، ظل برافو يحتفظ بصورة اللاعب القدوة في ذاكرة الجماهير المكسيكية، إلى أن تفجرت هذه القضية لتقلب المشهد رأساً على عقب، وتفتح النقاش مجدداً حول سلوك بعض نجوم الرياضة بعد الاعتزال، ومسؤولية الأندية والاتحادات في مراقبة وتتبّع حالات الانحراف التي قد تمسّ بسمعة الرياضة بشكل عام.
القضية ما تزال قيد التحقيق، لكن وقعها الأخلاقي والمعنوي يبدو أكبر بكثير من نتائج المحاكم. إذ يرى مراقبون أن ما حدث يُمثّل سقوطاً مدوياً لأحد رموز كرة القدم المكسيكية، وربما بداية فصلٍ مظلم جديد في علاقة الجماهير مع أبطال الأمس الذين خانوا الثقة خارج الميدان.




