سنة حبس… بتهمة الحضور في المكان الخطأ!

ضربة قلم
لم يكن عون السلطة القادم من بنسليمان يظن أن زيارته العائلية إلى الدار البيضاء ستنتهي في زنزانة “عكاشة”، وأن صفته الإدارية لن تشفع له أمام تهمة جاهزة: “التجمهر غير المرخص”.
في القاعة رقم 8 من المحكمة الزجرية بعين السبع، تلا القاضي الحكم: سنة واحدة حبسًا نافذًا وغرامة 500 درهم. لم يرفع أحد حاجبيه من الدهشة، فالدهشة أصبحت هي العادة الجديدة في محاكمنا.
التهمة؟ التجمهر غير المسلح دون ترخيص، و”إهانة الضابطة القضائية عبر الإدلاء ببيانات كاذبة”.
أما “البيانات الكاذبة” فهي أن الرجل قال إنه طالب جامعي، وهو ما أثبتته وثيقة رسمية قدمها للمحكمة… لكن يبدو أن الصدق أحيانًا لا يجد من يصدقه.
دفاع المتهم، بقيادة المحامي محمد لخضر، عبّر عن استغرابه من متابعة رجل بسيط في حالة اعتقال، وهو الذي لم يحمل حجرًا ولا لافتة، ولم يرفع إلا صوته بحقه في أن يكون مواطنًا عاديًا.
لكن “الاستغراب” في مثل هذه القضايا لم يعد دفاعًا قانونيًا، بل أصبح مجرد تنهدٍ جماعي يطلقه المحامون قبل أن يسمعوا كلمة “مؤاخذ”.
الهيئة المدافعة عن الشاب أعادت التذكير بما يبدو أن كثيرين نسوه: أن الدستور المغربي في فصله 29 يضمن حق التجمهر السلمي، وأن قانون التجمعات العمومية لسنة 2002 لم يعد ينسجم مع روح ذلك الدستور، ولا مع نبض شارع يتغير كل يوم.
أما المتهم نفسه، فكل ذنبه أنه اختار التوقيت الخطأ لزيارة أسرته في الدار البيضاء، المدينة التي تعرف أكثر من غيرها أن “الصدف” في هذا البلد قد يكلّفك عامًا من حياتك.
ومثلما اعتاد المغاربة القول: “اللي جا مع الحيط كيضربوه معاه”… يبدو أن هذا المثل أصبح قاعدة قانونية غير مكتوبة.




