رياضة

شباب المحمدية: فريق سرعان ما يصعد… وسرعان ما يختفي!

ضربة قلم

لا تسألوا كيف ولماذا، فالحكاية صارت معروفة: فريق شباب المحمدية عاد إلى القسم الاحترافي بسرعة البرق، وها هو الآن في طريقه نحو القسم الثاني بسرعة الصوت! وما أدراك ما سرعة الصوت حين تتخلى عنك “الجهات المعنية” التي كانت إلى الأمس القريب تُنصب لك الولائم الانتخابية باسم “عشق المدينة والرياضة”!

الحكاية ليست لغزا. الممثل الأول لسكان المحمدية في الجماعة – لنذكره اسما؟ لا داعي، اسمه مكتوب على جدار  المدينة باللونين الأحمر والأسود– كان قد امتطى صهوة شباب المحمدية ليصل إلى كرسي الجماعة والبرلمان. ولأن الجحود عادة، فقد قرر أن يعطي ظهره للفريق بمجرد أن استقر الكرسي تحته، تاركًا الفريق يترنح كمن خرج من عرس ليجد نفسه في جنازة.

وبالمناسبة، نحن لسنا متأكدين إن كان “الرئيس” حاليا أم “سابقا”، لأن الرجل صار يتبخر كلما تعلق الأمر بشباب المحمدية. لكنه كان متواجدا رسميا، وبكل فاعلية، عندما قام بتسريح اللاعبين الأساسيين في خطوة احترافية غير مسبوقة في تاريخ “التصفية الجسدية الرياضية”. وما دمنا نعيش في عالم حيث لا شيء مجاني، فلا يمكن أن تكون العملية “فابور”. لكن بفضل تقنيات التعتيم المبتكرة، لم نعرف كم كانت مداخيل هؤلاء اللاعبين المسرحين، ولا إلى أي جيوب توجهت أموالهم…

أما المكتب المسير للفريق، الذي من المفترض أنه يسير الأمور باسمه، فقد ظهر فجأة من سباته الشتوي ليهدد بمقاضاة شخص “ذنبه الوحيد” أنه قال إن أحد اللاعبين قد بيع! طيب، إذا كان الخبر غير صحيح، فبيان بسيط كان كافياً. أم أن المكتب خائف من أن يُفتح “صندوق باندورا” وتبدأ الأرقام في التسلل إلى العلن؟

وبينما يعيش شباب المحمدية أسوأ أيامه، يبدو أن هشام أيت منة يعيش أفضل لحظاته، خاصة حين كان يقفز فرحًا بانتصار الوداد البيضاوي على فريقه السابق شباب المحمدية بنتيجة 3-2، في مشهد يصلح لأن يكون مادة دراسية حول “الاستهتار بروح المسؤولية الرياضية والسياسية”. كلما سجل الوداد، كان رئيس جماعة المحمدية يصفق ويبتسم، وكأننا أمام زعيم قبيلة يحتفل بهزيمة رجاله في المعركة. أليس في السياسة شيء اسمه “الأخلاق”؟ أم أن هذه الكلمة اختفت من القاموس السياسي كما اختفى الدعم عن شباب المحمدية؟

على أية حال، فإذا كان المكتب الحالي يفكر في تكرار ما فعله أيت منة بتسريح ما تبقى من الفريق، فننصحه بإعادة النظر، لأن النار غالبًا ما تحرق من يلعب بها… والخيانة الرياضية، مثلها مثل الخيانة السياسية، لا تمر بلا عواقب!

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.