سياسة

شباب Z الاتحادي يعلنون العصيان: “كفى عبثًا بتاريخ حزب الشهداء”

ضربة قلم

أصدرت حركة شباب Z الاتحادي بيانها الثاني، الذي بدا أقرب إلى صرخة تمرد منه إلى مجرد بلاغ حزبي، ردًّا على تصريحات الكاتب الوطني للشبيبة الاتحادية، الذي اتهم الحركة بـ“التآمر الخارجي”. وردّ الشباب بلهجة لا تخلو من التحدي، معتبرين أن “أسهل تبرير للفشل هو تعليق الأخطاء على مشاجب المؤامرة”، مؤكدين أن ما يقومون به ليس تمرّدًا على الحزب، بل محاولة إنعاشه قبل أن يدخل غرفة الإنعاش الأخيرة.

النار تقترب من القيادة

البيان وجّه سهامًا مباشرة نحو القيادة الحالية، وعلى رأسها الكاتب الأول، متهمًا إياه بـ“الهندسة الدقيقة لمؤتمرات إقليمية على المقاس”، لا هدف منها سوى “تلميع صورة الزعيم وتمديد ولايته تحت غطاء الشرعية التنظيمية”.
ووصف شباب Z هذه المؤتمرات بـ“العروض الفولكلورية البئيسة” التي تسيء إلى “رمزية حزبٍ بُني على تضحيات ودماء لا تستحق أن تُختزل في لقطات تصفيق مصطنعة وعدسات مُروّضة”.
وأضاف البيان أن “الإشراف الشخصي للكاتب الأول على مؤتمرات فاس والفقيه بن صالح ليس حبًّا في التنظيم، بل خوفًا من السقوط من أعلى السلم الذي بناه على جماجم المناضلين الصامتين”.

سبع رسائل كالرصاص

البيان لم يكن مجرّد تذمّر، بل إعلان مواقف صريحة بجرأة غير مسبوقة:

  1. رفضٌ قاطع لأي تعديل يُفصَّل على مقاس الولاية الرابعة أو الخامسة أو حتى الأبدية.

  2. إدانة مهندسي المؤتمرات المفبركة الذين يحاولون تحويل التنظيم إلى سيرك حزبي.

  3. التشبث بالتداول الديمقراطي كشرط حياة لا شعارٍ موسمي.

  4. دعوة الغاضبين والمنسحبين إلى تشكيل جبهة شبابية اتحادية تُعيد وهج الحزب وروحه النضالية.

  5. تحميل المسؤولية التاريخية لكل من يشارك في “خصخصة الحزب” وجعله شركة عائلية.

  6. إدانة العنف والتأكيد على أن “صوت الشباب ليس صراخًا، بل نضالٌ بالعقل والجرأة”.

  7. المطالبة بحوار حقيقي ومسؤول مع الجيل الجديد، باعتباره الضمانة الوحيدة لبعث الاتحاد من رماده.

تحليل المشهد: جيلان… بين الحنين إلى الزعامة والحق في التغيير

ما تكشفه هذه الوثيقة ليس مجرد صراعٍ تنظيمي، بل انقسامٌ جَيليٌّ عميق داخل الاتحاد الاشتراكي.
جيلٌ ما زال يرى في الزعامة قدرًا مقدّسًا لا يُمسّ، وجيلٌ آخر يرفع شعار “لا قداسة في السياسة”.
شباب Z لا يطالبون بمناصب، بل بـ“استعادة الروح التي ماتت في زحمة الحسابات”، معتبرين أنفسهم “ورثة الشرعية النضالية، لا ضحاياها”.

البيان الثاني إذًا ليس مجرد ورقة احتجاج، بل صفارة إنذار لحزبٍ يوشك أن يفقد آخر ما تبقّى له من نبضٍ تاريخي.
ويبقى السؤال الحارق:
هل يستفيق الاتحاد قبل أن يتحوّل إلى متحف سياسي، أم سيستمر في احتفاله بالذكرى… حتى الذكرى الأخيرة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.