دفاتر قضائية

شرطة مراكش و”مولات النوبة”: موسم مباغتات مراكز التدليك لا ينتهي!

ضربة قلم

يبدو أن شرطة مراكش قررت أن تتخصص في مباغتة مراكز التدليك، حتى صار سكان المدينة يتندرون بالقول: “ما كاينش شهر بلا مولات النوبة!”. فكلما اعتقدت إحداهن أن “الريح دازت بسلام”، جاءها الدور في صمت، ومعه المحضر، والختم، وسجن الأوداية في النهاية.

ففد  شهد اليوم  12 أكتوبر، بالمدينة الحمراء حلقة جديدة من هذا المسلسل الذي لا يملّ منه أحد، حيث أعلنت النيابة العامة عن إيداع مسيرة مركز “سبا” ومساعدتها ومستخدم بالسجن المحلي للأوداية، بعد مداهمة أمنية جديدة لمركز تدليك في حي جليز، أسفرت عن توقيف سبعة عشر شخصًا، بينهم زبائن وسائح أجنبي نجا بكفالة مالية قدرها 2000 درهم فقط.

القصة لم تكن تختلف كثيرًا عن سابقاتها:
اتهامات جاهزة بـ”جلب أشخاص للبغاء، الوساطة في الدعارة، واستغلال محل للتدليك لأغراض أخرى لا علاقة لها بالراحة الجسدية”، في حين تتواصل التحريات لمعرفة من يقف وراء هذه الشبكات التي تتجدد باستمرار رغم المداهمات المتكررة.

الشرطة -في المقابل- باتت أكثر حنكة في تنفيذ عملياتها، حتى صار يُخيل للبعض أنها تمتلك وحدة خاصة لفنون المباغتة. مداهمات ليلية، توقيفات متزامنة، وبلاغات دقيقة تجعل من “مولات النوبة” عنوانًا متداولًا كل مرة في الشهر تقريبًا.

أما الساكنة المراكشية، فقد أصبحت تتعامل مع هذه الأخبار بنوع من الاعتياد الممزوج بالسخرية. فكلما أُغلق مركز “سبا”، وُلد آخر في حي جديد باسم مختلف وواجهة أكثر فخامة، وكأن “السبا” في مراكش لا يموت، بل يتكاثر!

ويذهب بعض المتتبعين إلى أن الظاهرة لا ترتبط إطلاقًا بالاقتصاد غير المهيكل أو البطالة، بل هي شبكات منظمة تعرف تمامًا ما تفعل، تستغل واجهة “الاسترخاء بالتدليك” لتغطية أنشطة غير قانونية، وتستثمر في الفوضى القانونية التي تميّز هذا القطاع. فالمسألة لا تتعلق بحاجة اجتماعية أو مخرج اقتصادي، بقدر ما هي تجارة سرية تُدار بدهاء وتواطؤ، تجد طريقها دائمًا إلى الحياة من جديد، مهما أُغلقت الأبواب أمامها.

في النهاية، يبدو أن موسم المباغتات في مراكش لن ينتهي قريبًا. فكل شهر له “مولاته”، وكل مداهمة تفتح الطريق لمداهمة أخرى.
وكما يقول أهل المدينة بابتسامتهم المعهودة:

“اللي فتح سبا فمراكش، خاصو يكون دايمًا فحالة استعداد… لأن البوليس ما كينعسوش!”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.