اقتصاد

شيخ بدرهمه يساوي ألف سلطان!

ضربة قلم

في بلاد العجائب حيث تتحول المئة درهم إلى طُعم خطير يُسقط “الشيوخ” قبل أن يسقط “الوزراء”، خرج علينا شيخ من جماعة الدخيسة بضواحي مكناس بموهبة نادرة في “الابتزاز الصغير”، تلك الحرفة التي لا تحتاج إلى شهادة ولا تكوين، فقط إلى وجه “قاسح” ولسان معسول ويد طويلة تستلم الأوراق النقدية كأنها “تعويض مستحق”.

الشيخ وسحر الرقم الأخضر

القصة تبدأ عندما قرر هذا العون، الذي يفترض أنه خادم المواطن، أن يتحول إلى “بواب للبيروقراطية”، فلا وثيقة تعبر ولا مصلحة تُقضى إلا بعد أن “يبلّ ريقه”. لكنه لم يحسب حساب التكنولوجيا الحديثة، فبينما كان يمارس طقوس “التعشير” على الطريقة المغربية الأصيلة، أمسكت سيدة هاتفها واتصلت بالرقم الأخضر، لتسقط خطة الشيخ في الماء كما تسقط الأحلام في غياهب اليقظة.

100 درهم.. رشوة أم صدقة؟

قد يقول قائل: “يا ناس، ما هذا الظلم؟ مئة درهم؟ هل هي رشوة أم صدقة؟ هل هي مخالفة أم مجرد مساهمة رمزية في صندوق ‘التفاهمات الإدارية’؟” لكن القانون، بطبيعته الجاحدة، لا يفهم هذه الفوارق الدقيقة. فالدرك لا يفرق بين من قبض رشوة بملايين الدراهم ومن وجد في جيبه ورقة زرقاء مشبوهة! وهكذا وجد الشيخ نفسه محاصرًا في كمين محكم، وكأننا في إحدى حلقات “كاميرا كاشي”، لكن بدون ضحك في النهاية.

الحراسة النظرية.. تذكرة ذهاب بلا إياب؟

بعد أن تم ضبطه متلبسًا، لم يكن أمام الشيخ سوى خيار واحد: رحلة مجانية إلى مركز الدرك، حيث سُجلت الواقعة في محضر رسمي، وبدأت الإجراءات القانونية تأخذ مجراها. أما الجماعة القروية بالدخيسة، فقد دخلت في حالة تأمل فلسفي: هل تستبدل الشيخ بآخر أم تكتفي بدرس “أخلاقي” وتنهي القصة بصيغة “عفا الله عما سلف”؟

المستقبل.. هل يتغير شيء؟

صحيح أن اعتقال هذا الشيخ يرسل إشارة واضحة بأن “الدولة عينها مفتوحة”، لكن هل سيخيف هذا باقي “الشيوخ” و”المقدمين” و”المناديب” ممن جعلوا الرشوة مبدأ وليس استثناءً؟ أم أن القصة ستتحول إلى مجرد حكاية أخرى تُروى في المجالس، بينما تستمر الحياة كالمعتاد، ويظل “الدهن سير” شعارًا مقدسًا لا يتزعزع؟

في انتظار الجواب، تذكروا دائمًا: إذا أُغريت بدراهم معدودة، فتأكد أن الرقم الأخضر لا ينام!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.